"النُّهى بين شاطئيك غريقُ".. كلمات وصف بها الشاعر الراحل حمزة شحاتة عروس البحر الأحمر قبل عشرات السنين، وبمرور الأيام تؤكد جدة أنها عروس في جمالها وإبهارها لزائريها. صرخات الأطفال فرحا بمناطق الألعاب الجديدة.. نظرات الأهالي المتوزعين بين المساحات الخضراء تتابع الأطفال تارة وتتأمل الثوب الجديد للكورنيش الشمالي تارة أخرى.. الشباب يتوزعون على امتداد الكورنيش يمارسون رياضة المشي.. صيادون يتسابقون على موقع داخل السقالات.. لوحات زادت الكورنيش جمالا تزامنا مع أول إجازة لنهاية الأسبوع يقضيها الزوار مع عروسهم بحلتها الجديدة بعد أسبوع دراسي وعملي. الإقبال الكبير من كافة الشرائح لم يقتصر على المجتمع الجداوي بمواطنيه ومقيميه، بل جذبت الواجهة البحرية في إجازة نهاية الأسبوع أهالي الطائف ومكة المكرمة والمحافظات والمراكز القريبة من جدة، والذين دفعهم للحضور أقارب لهم خلال مكالمات هاتفية لتنظيم الزيارة الأولى للكورنيش، وآخرين حثهم حديث الجداويين وتباهيهم بحلتهم الجديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يقرأ المتمعن لأعين الزوار الإعجاب والسعادة بالتطوير والجمال الذي اكتسي به الكورنيش، مما دفعهم إلى التسابق لحجز موقع ليقضوا فيه يومهم، مصطحبين طعامهم وشرابهم ليستثمروا كل دقيقة يقضونها بالتمتع والاستجمام على شواطئ البحر الأحمر، مطمئنين في الوقت ذاته لعدم اضطرارهم للمغادرة مع توفر دورات المياه التي كانت تؤرق مرتادي الكورنيش. ولم يحرم مشروع تطوير الواجهة البحرية ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستمتاع بالكورنيش، فتوزع عدد منهم على امتداده يجولون براحة دون عوائق بعد أن لمسوا توفير مسارات تتناسب مع ظروفهم وتساعدهم على التنقل براحة وانسجام، ليكون كل تركيزهم على حلة كورنيش جدةالجديدة. وفي جولة ل"الوطن" أمس على منطقة الكورنيش الشمالي بدا الحال كأنه "كرنفال وطني"؛ حيث الزحام الشديد من الأسر والشباب من مختلف الأعمار، مبدين إعجابهم بالمناظر الخلابة التي اكتسى بها الكورنيش، ولا سيما في ظل وجود 1700 شجرة ما بين أشجار جوز الهند، اشنطونيا، والنخيل العربي. وعلى الرغم من اشتمال الكورنيش على 899 موقفا للسيارات، إلا أنها لا تكفي، بحسب سعيد الحربي، أحد المرتادين .