شكلّت «جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة» مبادرة حوار بين العربية ولغات العالم، ودعوة للتواصل بين الأمم، متجاوزة بعالميتها كل الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية، لمد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات، واحتفاء بالمترجمين، وتشجيعاً للجهود المبذولة في خدمة الترجمة، التي تعد أداة رئيسية في تفعيل الاتصال ونقل المعرفة، ورافداً لفهم التجارب الإنسانية والإفادة منها. كما شكّل تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، مبادرة حوار رفيعة المستوى للمواهب العلمية والبحثية، من خلال استقطاب أفضل العقول علماً، وأكثرها جدارة، لخلق مجتمع تعاوني لنخبة الباحثين الموهوبين - من جميع أنحاء العالم - في المجالات التي تهم مستقبل المملكة والمنطقة والعالم وفي التخصصات الدقيقة والنادرة والحديثة، التي تطوّع العلم والتقنية لحل مشكلات البشر، وإشباع الحاجات الإنسانية. وتجسيداً لمبادرته العالمية للتعايش السلمي من خلال الحوار بين الأديان والثقافات؛ التي دعا إليها أثناء انعقاد الدورة ال63 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يمثّل افتتاح «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» في العاصمة النمساوية (فيينا)، أحدث الشواهد على حضور الحوار في فكر خادم الحرمين الشريفين، لضمان التعايش السلمي بين أطياف المجتمع الواحد وبين مجتمعات العالم، ولنبذ الصدام بينها، وتقريب وجهات النظر، ولتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ولتعميق المعرفة بالآخر وبقيمه وتاريخه وتقاليده، ولتأسيس علاقات مجتمعية ودولية قائمة على الاحترام المتبادل، والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري، واستثمار المشترك الإنساني لمصلحة الشعوب. هذه المبادرات وغيرها تشير بكل وضوح إلى عمق إيمان الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالحوار للعيش والتعايش، حتى أصبح الحوار أسلوب حياة في مسيرة خادم الحرمين الشريفين، يتفاعل من خلاله مع كل ما يحيط به، فكان منطقياً أن يتوافق المقربون منه والمراقبون لمسيرته المميزة، والمهتمون بسيرته الفريدة، على وصفه بلقب «ملك الحِوَار». مركز الملك عبدالله لحوار الأديان تأسيس لعلاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل. (&)