تعهّد رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان، بمتابعة قضية الطفلة ريم، التي تعرضت إلى «عنف أسري»، «اجتماعياً وقضائياً». وزار العيبان أمس، الطفلة، التي ترقد في مجمع الملك سعود الطبي في الرياض، منذ 3 أيام. والتقى أم الطفلة وجدها. وطمأن أسرتها بأن هناك «سعياً لتوفير حماية عاجلة لبقية الأطفال، الذين لا يزالون في عهدة قريب الأب»، وذلك بعد أن طالبت أم ريم، المنفصلة عن زوجها، بنقل حضانة الأولاد إليها، «خوفاً من أن يلحق بهم الضرر». على غرار ما تعرضت له ابنتها. وريم واحدة من أربعة أخوة من أم وأب واحد، كما أن لها ثلاثة أخوة آخرين، من أبيها فقط. ووجه العيبان، الذي استمع إلى بقية طلبات الأسرة، شكره إلى الطاقم الطبي، مؤكداً في تصريح إلى «الحياة»، أن «مركز حماية الطفل من الإيذاء، والقائمين عليه في مجمع الملك سعود الطبي، قاموا بدورهم، في تقديم الخدمة الصحية لريم من جهة، وكذلك البيئة النفسية عبر زيارة مجموعة من الاختصاصيات الاجتماعيات، لتهيئتها، حتى تخرج من أزمتها، التي لحقت بها بعد حادثة تعنيفها الأخيرة»، موجهاً «تحية عرفان وشكر» إلى معلمات ريم جميعهن، اللاتي «كان لهن دور في حفظ حقوق الطفلة، وحمايتها، وكف الأذى عنها، وهذا هو الدور المنشود الذي يحقق التكامل التوعوي بين أفراد المجتمع ومؤسساته» بحسب قوله. وطالب رئيس هيئة حقوق الإنسان، بضرورة «تكاتف الجهات كافة، للتوعية بقضايا التعنيف، وخطورتها الاجتماعية والنفسية»، مشدداً على أهمية «الدور الكبير للمساجد، في التحذير من ممارسة العنف الأسري، وآثاره السلبية، وحرمته دينياً وقانونياً»، مطالباً الإعلام بتفعيل دوره في «نقل هذه القضايا إلى الجهات المسؤولة، للتعامل معها، وحلها، وهذا جزء من واجبه الاجتماعي». وألقى العيبان، بالمسؤولية على كاهل المستشفيات والمدارس، لافتاً إلى «تهاون» بعضها في رصد هذه الحالات ونقلها إلى هيئة حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن ذلك يساهم في «تهاون بعض مرتكبي تلك الأفعال المُشينة، من باب «من أمن العقوبة أساء الأدب». وذكر محامي الطفلة فهد الشلوي، في تصريح سابق إلى «الحياة»، أنه صدر أمر «عاجل» من قبل قاضي المحكمة الكبرى في الخبر، لنقل حضانة الطفلة لأمها؛ بسبب دعوى التعنيف المنظورة في هيئة التحقيق والادعاء العام، على والدها وزوجته المغربية، موضحاً توليه لقضيتين تخص الفتاة، «قضية تعنيفها، وهي لازالت رهن التحقيق، وقضية أخرى هي نقل حضانة الطفلة من الأب إلى الأم». ومكثت الطفلة ريم، قبل تسليمها لوالدتها، في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، 5 أيام، للعلاج. وأصدر المستشفى تقريراً طبياً، انفردت بنشره «الحياة». كشف أنها «تعاني من رضوض وكدمات في اليدين والذراعين، وكدمات متفرقة في جسدها، إضافة إلى حروق سطحية في الذراعين والصدر». وكان جد البنت لأمها أبو سعد، قال في معرض حديث سابق أن الطفلة ريم «مرت بحالة مأساوية ومحزنة للغاية»، موضحاً أن علاقتهم مع والد الطفلة «سيئة». وذكر أنهم مروا بتجربة «عسيرة» معه، كي يطلق أمها، والخروج من «نفق العلاقة المضطربة التي كانت بينهما».