غادرت الطفلة «المُعنفة» ريم (7 سنوات)، مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، أمس، بعد أن لزمت السرير الأبيض أياماً. فيما أثبت المستشفى أنها تعرضت إلى «عنف أسري»، إلا أن والدها الذي خرج من التوقيف، نفى قيامه أو زوجته بتعنيف الطفلة، عازياً الكدمات التي ظهرت على جسدها إلى معاناتها من «نقص في الصفائح الدموية». وهو ما يخالف ما توصّل إليه التقرير الصادر من المستشفى (حصلت «الحياة» على نسخة منه). وأوضح مدير إدارة العلاقات العامة في جامعة الدمام المهندس إبراهيم الخالدي، في تصريح إلى «الحياة»، أن الطفلة ريم «أُدخلت من طريق قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد الجامعي، التابع للجامعة، بتاريخ 8 من محرم الجاري. وكانت تعاني من رضوض وكدمات في اليدين والذراعين. وتبين بعد الكشف عليها وجود كدمات متفرقة في جسمها، إضافة إلى حروق سطحية في الذراعين والصدر». وأضاف الخالدي، أنه تم «إبلاغ الشرطة عن حال الطفلة، وما تعرضت له من عنف أسري»، مشيراً إلى قيام الشرطة بإجراء تحقيق مع الطفلة. كما تمت معاينتها من قبل رئيسة وحدة الحماية، وهيئة التحقيق والادعاء العام، وخضعت الطفلة أثناء مكوثها في المستشفى، لفحوص كاملة، بما فيها أشعة للدماغ، وسائر جسمها، فتبين أنها سليمة». وذكر أنه تم «معاينة الطفلة من قبل الطب النفسي فتبين أنها لا تعاني من أي اختلال عقلي أو نفسي»، لافتاً إلى أنها خرجت أمس من المستشفى، «بناءً على خطاب من شرطة الثقبة، يقضي بتسليمها لوالدتها وذويها». إلى ذلك، أفرجت الجهات المعنية في محافظة الخبر، عن والد الطفلة ريم وزوجته، بعد اتهامهما بتعنيفها. وتقرر الإفراج عنهما بكفالة حضورية، بعد أن تم توقيف الأب في السجن العام لمدة 5 أيام، وزوجته في القسم النسائي في السجن لمدة 6 أيام. فيما تواصل الجهات المعنية تحقيقاتها في القضية. وكانت الطفلة أدخلت مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، بعد أن تلقت وجبات متعددة من «الضرب المُبرح». وتم اكتشاف ذلك من جانب معلماتها في إحدى المدارس الابتدائية في الخبر، اللاتي أكدن أنها أن تعرضت إلى «عنف شديد وكادت أن تكون في عداد الموتى، لو استمر الوضع على ما هو عليه». وأشرن إلى اكتشافهن «كدمة كبيرة» في وجه الطفلة. وفي مرة أخرى كانت «مضروبة ضرباً مبرحاً، جعلها تتمدد على سرير المرشدة الطلابية. وهي غير قادرة حتى على الذهاب إلى دورة المياه»، مضيفة أنه «في كل مرة كانت ريم، تأتي وهي مضروبة أكثر من المرة السابقة». فيما اتهم أشقاء ريم، والدهم بأنه وزوجته يقومان بضرب ريم، وبقية الأبناء. كما حرق رجل أحدهم. وأشاروا إلى أنه ضربها ب «الخيزرانة»، لأنها «وضعت يدها على وجهها عند الضرب». وقال جد ريم لأمها، ل «الحياة»: «إن الطفلة مرت بحالة مأساوية ومُحزنة للغاية»، مضيفاً أن «علاقتنا مع والد الطفلة سيئة، بعد أن خضنا معه تجربة عسيرة ومريرة، كي يطلق أمها لتخرج من نفق العلاقة المُضطربة التي كانت بينهما». وتتابع هيئة حقوق الإنسان، قضية الطفلة ريم، وذكر مسؤول الشؤون الإعلامية فيها محمد المعدي، أن «ريم بحاجة إلى رعاية نفسية، قبل الصحية، وتوفير الخدمة اللازمة لها، من قبل الجهات المعنية كافة». فيما أوضحت شرطة المنطقة الشرقية، أنه تم «إحالة الأب وزوجته إلى فرع هيئة التحقيق والادعاء العام، وتحويل القضية إلى لجنة الرعاية الأسرية التابعة للشؤون الاجتماعية في المنطقة الشرقية».