أمل رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي أن «تنجح القوى السياسية اللبنانية في المشاركة في جهود الرئيس ميشال سليمان لوضع حد للأزمة السياسية وتجاوز المواجهة الحالية بين الأكثرية والمعارضة»، مقدّراً «سياسة الحكومة اللبنانية تجاه الأزمة السورية وروح المسؤولية التي تعّبر عنها القوى السياسية لرد تداعيات الأزمة السورية عن لبنان»، في حين حذّر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من أن «لبنان على مفترق أزمات إقليمية عدة، وأننا في أشد الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي للجيش اللبناني في مهامه على الحدود أو في الداخل»، ومعلناً أن الجيش «أعد خطة متكاملة على خمس سنوات سنعرضها قريباً في اجتماعات ثنائية مع الدول الصديقة». وكان ميقاتي ومونتي يتحدثان في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في ختام محادثات رسمية عقداها في روما أمس. واستهل مونتي المؤتمر بالقول إن ميقاتي «يمثل نموذجاً للحوار»، مجدداً التزام بلاده «وحدة لبنان وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه»، ودان «العمل الأمني الذي استهدف اللواء وسام الحسن وأحد معاونيه، ونأمل في أن يقدم الجناة في أسرع وقت إلى العدالة». وأكد أن «لبنان سيبقى دعامة أساسية للاستقرار في المنطقة». وشدد مونتي على أهمية «استمرار لبنان في الوفاء بالتزاماته الدولية، وخصوصاً قرارات مجلس الأمن»، معلناً أن بلاده «ستنظم دورة لأربعين ضابطاً لبنانياً مكلفين مراقبة الحدود، وسندعم أيضاً تحمّل القوات المسلحة اللبنانية كامل مهامها في منطقة عمليات قوات يونيفيل». وشدد ميقاتي على «تعزيز العلاقات الثنائية، واستكمال تطبيق الاتفاقات خصوصاً ما التزمت به إيطاليا في مؤتمر باريس 3». وتطرق إلى قضية السوريين النازحين إلى لبنان، داعياً إيطاليا إلى مساعدة لبنان واكد موقف الحكومة بالنأي بالنفس في مسألة سورية». وعن المطالبة بتوسيع عمل «يونيفيل» إلى الحدود الشمالية مع سورية، أكد ميقاتي أن الموضوع «ليس مطروحاً حالياً، وإذا طرح ستكون لنا محادثات في شأنه مع الدول المعنية لا سيما الأعضاء في مجلس الأمن»، معلناً أن مونتي «أبدى استعداد إيطاليا لدعم لبنان في موضوع النازحين». وأكد مونتي أنه لم يتم التطرق إلى موضوع توسيع مهام «يونيفيل»، مؤكداً أن «إيطاليا لا تنوي خفض عديد قواتها. واكد ان «من غير المقبول استمرار المعاناة المفروضة على المدنيين في سورية، ونعمل على دعم المعارضة وملتزمون تخفيف معاناة الشعب السوري. قدمنا حتى الآن 6 ملايين يورو للجهود الإنسانية وندرس حالياً حزمة جديدة إضافةً إلى 12 مليون يورو مساهمة إضافية».