أجرى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمس في برلين، محادثات مكثفة مع المسؤولين الألمان توجها بلقاء مع المستشارة الألمانية انجيلا مركل في مقر المستشارية تناول الأوضاع في لبنان والعلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط، في حضور الوفد اللبناني الذي ضم وزراء الخارجية عدنان منصور، والاقتصاد نقولا نحاس، والبيئة ناظم الخوري، وسفير لبنان رامز دمشقية. وأكدت مركل في مؤتمر صحافي مشترك مع ميقاتي «ضرورة العمل على تعزيز الاستقرار والهدوء في لبنان وبذل كل الجهود لعدم تأثره بالوضع في سورية»، لافتة إلى أن «ألمانيا ستستمر في دعم لبنان عبر المشاركة في قوات «يونيفيل» وفي ما يتعلق بضبط الحدود مع سورية والتدريب والتجهيز». وشددت على «ضرورة مواصلة عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان»، واعتبرت أن «استخدام العنف في سورية أصبح مأسوياً، ونظام الرئيس بشار الأسد يتحمل مسؤولية كل ذلك، ويجب بذل كل الجهود للوصول إلى حل سياسي». وقالت أن «ألمانيا ستدعم لبنان في كل المجالات وتريد أن تكون شريكاً جيداً للحكومة وللشعب اللبناني، وهي مستعدة لتنشيط التعاون في المجال الأمني على الحدود مع سورية». وعلمت «الحياة» ان مركل سألت ميقاتي عن عدد من القضايا، فطمأنها إلى «أن الوضع في لبنان ممسوك، ولا أحد يسعى إلى إثارة فتن أو مشاكل، والكل واع لمسؤولياته». ووجه دعوة إلى مركل لزيارة لبنان. وأشار ميقاتي إلى أنه «تم البحث في السياسة التي تنتهجها الحكومة لإبعاد لبنان عن أخطار وتداعيات الوضع في المنطقة عموماً وفي سورية خصوصاً». وقال إن مركل «أبدت كل تفهم ودعم لهذه السياسة انطلاقاً من حرص ألمانيا على الحفاظ على الاستقرار في لبنان ومنع تعرضه للمخاطر»، وشكر لألمانيا قرارها تمديد عمل القوة البحرية في «يونيفيل». وكان ميقاتي استقبل في مقر إقامته رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان روبرشت بولنز الذي اوضح ان البحث تركز على «الأوضاع في الدول المجاورة للبنان، لأن لها تأثيراً كبيراً على الحياة اليومية في لبنان، فهناك ما يقارب 30 ألف لاجئ سوري وتشهد بعض المناطق في هذه الدول كماً كبيراً من العنف وحرباً أهلية، الأمر الذي ينعكس على بلد صغير كلبنان بالطبع. كما تطرقنا إلى الأوضاع الراهنة في لبنان وفهمت أن المهمة الأساسية للحكومة تكمن في النأي عن كافة النزاعات التي تشهدها المنطقة، خاصة النزاع الدائر داخل سورية وحولها». وأضاف: «تطرق البحث كذلك للحالات التي يمكن فيها لألمانيا تقديم المساعدة للبنان لتخطي الوضع الصعب الذي تطرحه مشكلة اللاجئين على سبيل المثال، ومسائل أخرى». وعن استمرار ألمانيا في دعم الجيش اللبناني، لفت الى التجديد للقوات الألمانية العاملة في «يونيفيل» و«حظي التجديد بالإجماع في المانيا ولبنان وأعتقد أن هذا الأمر ضروري ويشكل عنصر استقرار لذا فان هذا الدعم الألماني للبنان مستمر». كما التقى ميقاتي كلاً من نائب وزير الدفاع كريستيان شميدث وعضو لجنتي الشؤون الخارجية والاقتصاد في البرلمان بريجيت هامبورغر. وقال شميدث انه اطلع ميقاتي «على الدعم الواسع الذي تقدمه ألمانيا لليونيفيل والقرار 1701 بما في ذلك في أوساط المعارضة، ومستعدون لتقديم المساعدة والتعاون في مجال تدريب الجيش اللبناني وخصوصاً القوات البحرية، ونشعر أن الأمر يشكل أرضية صلبة للتعاون الجيد». وأضاف: «جددنا التزامنا ضمن يونيفيل للسنة المقبلة، وهناك توافق سياسي أننا كألمان سنكون شركاء جديين وسنساهم في يونيفيل طالما أن القرار 1701 يشكل ضرورة للبنان والاستقرار فيه، إلا أننا لم نحدد حتى الآن نوع المساهمة التي سنقدمها، سواء كانت عسكرية أم تتعلق بالتدريب وتقديم المساعدات»، معتبراً أن «هناك ضرورة لهذا التعاون نظراً للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ككل. وبالنسبة للبنان نحن سعداء لوجود بلد ديموقراطي متعدد الأديان والطوائف يعيش أبناؤه معاً، وهذا أمر لا يمكن قوله بالنسبة للعديد من الدول في هذه المنطقة، لذا على لبنان أن يشكل نموذجاً في هذا الإطار».