اعتبر رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي «أن لبنان نموذج مهم للتعايش البناء والهادئ بين أديان وثقافات وتقاليد مختلفة». وجدد من بيروت تأكيد «التزام إيطاليا والحكومة الإيطالية بالسلام والوحدة والسيادة اللبنانية». وإذ ثمن «السياسة المنتهجة من قبل الحكومة اللبنانية في شأن الوضع في سورية»، أكد دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي كوفي أنان للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية». وكان مونتي وصل إلى بيروت في زيارة ليوم واحد، تفقد خلالها وحدة بلاده العاملة في إطار القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) لمناسبة عيد الفصح. وزار قصر بعبدا وبحث مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان العلاقات الثنائية. وأشار مونتي إلى العلاقات القديمة والممتازة مع لبنان، مؤكداً «استمرار وقوف إيطاليا إلى جانبه ودعمه المتواصل». لافتاً إلى أهمية تقوية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين الجانبين». وشكر سليمان لإيطاليا «مساهمتها الفاعلة والأساسية في «يونيفيل» والعلاقة الجيدة التي تربط أهالي القرى والبلدات مع أفراد الوحدة الإيطالية». مقدراً وقوف إيطاليا الدائم إلى جانب لبنان والتعاون الثنائي القائم بين البلدين». المحادثات الرسمية وأجرى مونتي في السراي الكبيرة محادثات رسمية مع ميقاتي تناولت بحسب المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة اللبنانية «سبل تطوير العلاقات بين لبنان وإيطاليا». وقال ميقاتي في مؤتمر صحافي مشترك: «أجرينا محادثات مثمرة وشكرته على مشاركة إيطاليا الفاعلة والتاريخية في القوات الدولية والدور الذي تقوم به حيث أن إيطاليا تتولى، للمرة الثانية قيادة يونيفيل». وجدد ميقاتي قوله ان «مفتاح الحل للوضع في المنطقة ولتحقيق السلام هو حل القضية الفلسطينية، وأتمنى أن تقوم إيطاليا بدور إيجابي في هذا المجال». بدوره أعرب مونتي عن «إعجاب الحكومة والشعب الإيطالي لهذا البلد الذي نجح وبدأ ينجح، في خضم سيناريو بالغ التعقيد، في تحقيق نموذج تعايش بناء وهادئ بين أديان وثقافات وتقاليد مختلفة، إن هذا حقاً نموذج لمنطقة الشرق الأوسط، وقد نجح لبنان في تطبيق هذه السمات، سمات الحياة المدنية حتى قبل الربيع العربي، على رغم أهمية هذا الربيع لفترة طويلة». وأضاف: «أكدت أن إيطاليا تبقى ملتزمة ببعثتها العسكرية في إطار «يونيفيل» وأنه لن يكون هناك خفض لعديد هذه القوات في المستقبل، سنستمر في أن نعول على دعم الحكومة اللبنانية لكي نضمن للجنوب الأمن اللازم لتجنيب هجمات إرهابية مثل التي ضربت القوات الإيطالية والفرنسية العام الفائت. وأكدت أيضاً للرئيس ميقاتي تثمين إيطاليا الكبير لاحترام الحكومة اللبنانية للالتزامات الدولية ولقرارات الأممالمتحدة، وعلى نحو خاص تلك التي تعني «يونيفيل» والمحكمة الخاصة بلبنان». وتابع: «ناقشنا أيضاً الوضع الإقليمي وفي شكل خاص الوضع السوري، وثمنت السياسة المنتهجة من قبل الحكومة اللبنانية، وعلينا أن نعترف بهذا وبروح المسؤولية التي تتسم بها الطبقة السياسية اللبنانية التي تسعى لحفظ لبنان من الآثار السلبية للأزمة السورية». وقال ميقاتي رداً على سؤال: «إن لبنان يدعم خطة أنان لحل الأزمة في سورية، وهذا الموقف عبر عنه رئيس الجمهورية في خلال القمة العربية في بغداد»، فيما اكد مونتي «إن إيطاليا تدعم من جانبها في شكل كامل الخطة المفصلة بست نقاط والمقدمة من أنان لتشجيع التوصل إلى حل سلمي للأزمة، وبشكل خاص المقاربة التي تتسم بها الخطة لوقف العنف ودعم العملية السياسية. إننا نعتقد بأن دور المبعوث الخاص يجب ألا يقتصر على مجرد الوساطة بين أطراف الصراع، بل إن يكون متماشياً مع التفويض المقدم له من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومضمون القرار الرئاسي لمجلس الأمن». وغادر ميقاتي بيروت في إجازة عائلية.