قصفت القوات السورية مناطق تابعة لمقاتلي المعارضة إلى الجنوب الشرقي من دمشق في هجوم مضاد متواصل لكبح المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة في العاصمة. كما تواصلت المواجهات في حمص ودير الزور وإدلب التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة وكتائب أخرى في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية. وفي وسط دمشق، التي ظلت بعيدة لشهور كثيرة عن تداعيات العنف والعنف المضاد، تحدثت أحدى المقيمات عن سماع عدد من الانفجارات المدوية. وقالت لرويترز: «سمعت أربعة أو خمسة انفجارات مدوية. قد تكون قنابل برميلية» في إشارة إلى قنابل بدائية يقول نشطاء إن قوات النظام تسقطها من طائرات هليكوبتر على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقصفت قوات النظام مناطق إلى الجنوب الشرقي من العاصمة أمس قرب المطار الدولي وفي داريا معقل مقاتلي المعارضة إلى الجنوب الغربي. وأحرز مقاتلو المعارضة تقدماً كبيراً خلال الأسابيع القليلة الماضية وسيطروا على قواعد عسكرية بعضها قريب من دمشق. وفي مواجهة المكاسب المتزايدة لمقاتلي المعارضة في شمال وشرق البلاد والتحدي المتزايد في أنحاء العاصمة يلجأ النظام بشكل متزايد للغارات الجوية في مواجهة مقاتلي المعارضة. ويركز الجيش السوري في ما يبدو أغلب طاقته على دمشق حيث يخطط مقاتلو المعارضة للزحف على العاصمة من الضواحي المحيطة. وليس لأي من الجانبين اليد العليا في ما يبدو في القتال. واستمرت الاشتباكات حول مطار دمشق الدولي على امتداد الطريق السريع المؤدي للمطار والذي أصبح ساحة لمعارك متقطعة أجبرت شركات الطيران الأجنبية على تعليق الرحلات إلى دمشق منذ مساء يوم الخميس. من ناحيته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض مناطق عدة في محيط دمشق لقصف من القوات النظامية تزامناً مع اشتباكات، بعد ساعات من سيطرة مقاتلين معارضين للنظام السوري على بلدة في شرق سورية. وتحدث المرصد عن وقوع اشتباكات في محيط بيت سحم «اثر هجوم نفذه مقاتلون من كتائب عدة مقاتلة على حاجز للقوات النظامية عند مفرق طريق مطار دمشق الدولي»، بينما دارت اشتباكات كذلك في محيط بلدة الذيابية. وكان المرصد أفاد صباح أمس عن قصف المناطق المحيطة ببيت سحم وعقربا. وفي الغوطة الشرقية التي تقطعها الطريق المؤدية إلى مطار دمشق، يطاول القصف منطقة البساتين، بحسب المرصد. وقتل ثلاثة أشخاص جراء قصف واشتباكات على محيط معضمية الشام، فيما يطاول القصف مدينة داريا (جنوب غرب) ومحيطها، بحسب المرصد الذي أشار إلى محاولة القوات النظامية السيطرة على المنطقة. ويشهد محيط العاصمة السورية منذ أسابيع حملة عسكرية واسعة تنفذها القوات النظامية للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها، وتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط دمشق. ووصلت العمليات للمرة الأولى منذ أيام إلى محيط طريق مطار دمشق. وأفادت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام في عددها أمس أن الجيش النظامي «استمر في تقدمه على كافة محاور ريف دمشق»، وواصل «ملاحقة المسلحين في البلدات المحيطة بطريق مطار دمشق الدولي». من جهة أخرى، قتل 29 طلاب ومدرس وأصيب آخرون بجروح جراء سقوط قذائف على مدرسة في مخيم الوافدين في ريف دمشق الذي يضم نازحين سوريين من الجولان المحتل، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي، متهماً «إرهابيين» بالمسؤولية عن الحادث. وجاء في شريط إخباري عاجل على التلفزيون: في جريمة مروعة ... استشهد طلاب ومدرسين في مدرسة البطيحة الأولى في مخيم الوافدين بعد قيام إرهابيين بإطلاق قذيفة هاون عليها. ويضم المخيم 25 ألف نازح سوري من هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها. ويقع على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من العاصمة السورية. في محافظة دير الزور (شرق)، «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة (الإسلامية المتطرفة) على قرية التبني الواقعة على طريق الرقة دير الزور، وذلك اثر اشتباكات عنيفة دارت ليل الاثنين»، بحسب المرصد. وأدت الاشتباكات إلى مقتل أربعة مقاتلين معارضين وأسر 11 جندياً نظامياً «بينهم ضابطان»، بحسب المرصد الذي تحدث ليل الاثنين عن قصف المطار العسكري في دير الزور «بالقذائف وراجمات الصواريخ». ويحاصر مقاتلون معارضون المطار. ويسيطر المقاتلون المعارضون على أجزاء واسعة من شرق البلاد، وكان أبرز تقدم لهم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مع الاستيلاء على مدينة الميادين في المحافظة. في محافظة إدلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة وكتائب أخرى في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تتعرض بدورها للقصف براجمات الصواريخ، بحسب المرصد. وقال المرصد السوري إن 200 شخص قتلوا في أنحاء سورية أول من امس وإن أكثر من 60 منهم حول دمشق.