لحظات تشكيلية متنوعة، نادراً ما تجتمع سوى في معرض له طابع دولي فعلاً، وليس مجازاً، ذلك ما عبر عنه معرض ومزاد «جام» الدولي الثالث للفنون التشكيلية، إذ قدم التشكيلي عبدالعزيز المضف عملاً فنياً مختلفاً عن السابق من شتى النواحي ولم يقم بتسميته، «تاركاً الخيار للمتلقي لاختيار العنوان الأنسب له»، لافتاً إلى أنه استخدم في معظم أعماله الفنية الوجوه التعبيرية، «سواء كانت واضحة المعالم أم مخفية الشكل، لإيصال رسالة إلى المتلقي، لاستنباط أفكار من أعمالي»، مفضلاً أن يترك حرية التأمل للجمهور في كشف تفاصيل حقيقة العمل. أما عن اختياره للألوان فإنه يحاول التجديد كما يقول، إذ اختار في المرات السابقة لونين أو ثلاثة ألوان، ولم يقم بدمج الألوان كثيراً، أما في هذه اللوحة اختار الأزرق، لأنه لا يعبر عن حزن ولا سعادة. وقالت الفنانة شروق أمين إنها أعطت لوحتها اسم «Taleof two Muslim» والعنوان أخذته من قصة تشارلز ديكنز «Tale of Two cities» وتعبر اللوحة عن الخلافات في العالم الإسلامي، «وما أريد توصيله من خلال اللوحة أننا نحن في النهاية متساوون، ولا توجد فروقات بين أحد، ورسمت اللوحة بطريقة ناعمة، حتى يحس الكل فيها». وشاركت التشكيلية سهيلة النجدي بلوحة حجمها ثلاثة أمتار، وطولها متران، وهي عبارة عن ثلاث قطع، واستخدمت ألوان الإكريليك. والنجدي تركز في لوحاتها على المرأة «لأنها تعد كرمز سواء كانت امرأة لوحدها أم كدولة أم عائلة أم عالم، وأصبحنا في أيامنا هذه نتلاقى مع بعضنا البعض، حتى لو عن بعد فهناك اندماج». وكان من الحضور في المعرض الشاعرة سعاد الصباح، التي قالت: «إن الفن التشكيلي في الكويت ككل الفنون، يشبه المجتمع الذي يعيش فيه، فإذا كانت السياسة والاقتصاد منتعشة، سنرى الفن التشكيلي منتعشاً». ولفتت إلى أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجمعية الفنون التشكيلية الكويتية، ولديها جائزتان، وهما الجائزة الخليجية للفن التشكيلي وجائزة للأطفال». وأوضحت الشيخة لولو الصباح التي افتتحت المعرض، أن المعرض ضم 65 عملاً فنياً لفنانين من العرب والإيرانيين والأجانب. ولفتت إلى أن أهمية المعرض تكمن في أنه «ركّز على الفن ووضع الكويت على خريطة الفن التشكيلي، لأنه جمع العديد من المشاركات العالمية، إضافة إلى أن المعرض يعد فرصة للاطلاع على رؤى فنية مختلفة وأعمال فنيه مميزه تقدم فكراً وخيالاً، إذ يجسد الفنانون أحاسيسهم، لإحياء القيم الجمالية، بحسب رؤيتهم الفنية».