لماذا هذا الهجوم الذي يلحق بالإعلام والإعلاميين من قبل التيارات الأصولية الإسلامية السياسية، من ليبيا إلى تونس، ومواجهة في الأردن، وحتى في السعودية من إخوان الداخل، وبالرغم من تقليدهم للتنظيم الأم، لكنهم غير مؤثرين.. لكن من مصر حيث المركز، تأتي القصة بشكل أوضح..؟. بداية الأسبوع ومع التجمع الذي نظمته التيارات الإسلامية السياسية أمام جامعة القاهرة، وصل الهجوم على الإعلام إلى ذروته، هجوماً بالهتافات على بعض الإعلاميين المصريين بالاسم، رددها وراءهم المتظاهرون! وعرضت قناة «التحرير» المصرية فيديو لهتافات وهجوماً حاداً على الإعلام وأصحاب الرأى، رفع معه لافتة وتحتها شعار يطالب بتطهير الإعلام، و»ضربهم بالأحذية»، بدعوى أنهم يعملون على إثارة الفتن وعدم استقرار البلاد. ورفعوا صوراً لكل من مجدي الجلاد رئيس تحرير «الوطن»، وإبراهيم عيسى رئيس تحرير «التحرير»، ووائل الإبراشي رئيس تحرير «الصباح»، والإعلاميين لميس الحديدي، وخيري رمضان، ومعتز الدمرداش، وعمرو أديب وغيرهم، وكتبوا تحت الصور «احذروهم فهم دعاة الفتنة»، ولافتات أخرى جمعت صحف «الوطن والأخبار والمصرى اليوم والتحرير واليوم السابع»، وحذروا من شرائها واتهموها بمعاداة الإسلام. ورفعوا لافتة أخرى ضمت بعض القنوات منها: «سي بي سي، وأون تي في، والنهار»، واتهموا أصحابها بأنهم تابعون للفلول ومثيرو الفتنة. وطالب متظاهرون بتطهير الإعلام كما القضاء. كيف يحدث ذلك في أهم بلد إعلامي عربي، ومع أهم المؤسسات والكفاءة العربية الإعلامية؟. الحقيقة أن الإخوان وسط طموحهم السياسي اللامحدود، لم يعد يصدهم إلا القضاء والإعلام، وهم الآن يعمدون إلى التصفية والتشويه للإعلام المصري وإعلاميه، على أمل الحد من الكشف عن القضايا العالقة وتشخيص الحالة تحت الضوء، ومقاومة الاستبداد الجديد. وحتى تتضح الصورة، لاحظ أن الأسماء التي ذكرت هي نفسها من انتقدت جماعة الإخوان والرئيس مرسي قبل وبعد الإعلان الدستوري على السلطة المطلقة، ووقفت ضد تشويه مؤسسة القضاء، وضد سعى الإخوان للسيطرة على أركان الدولة المصرية المدنية وإلغائها، كما أن لهم حضوراً وتأثيراً في الشارع المصري يقلق قادة الإخوان والسلفيين. أضف إلى كل ما سبق، أن تنظيم مثل الإخوان، يعتمد في تركيب على السمع والطاعة للمرشد، وكذلك الحال دائماً -للبناء الهرمي للتنظيمات الإسلامية-، وهي لم تعتد النقد والمواجهة والتفاعل الإعلامي، وتعتبر كل صيحة عليها، أو ضدها. قناة العربية مثلاً هاجمها الإخوان بشكل ملفت، لأنها كانت القناة الإخبارية التي رفضت أن تتجاهل غضب جزء مهم من الشارع المصري، وتياراته المختلفة على إعلانات الرئيس والدستور. رغم أنها استضافت في أسبوعين أكثر من 60 قيادياً إخوانياً أو متحدثاً باسم الإخوان أو مرتبطاً بمشروعهم! وأتفق مع ما قاله الزميل إبراهيم عيسي، ففي كل قناة وبرنامج حوار لابد وأن تجد إخوانياً حاضراً في الإستديو في كل القنوات المصرية والعربية -ناهيك عن السيطرة على الصحف- لكن إستراتيجية الإخوان الإعلامية على ما يظهر هي استمرار -العياط- والشكوى، والتشويه للإعلام والتصفية للرموز الإعلامية الخارجة عن سيطرة الجماعة.. حتى لا يعلو صوت على صوت الإخوان.. وليعود الإعلام للدعاية بنفس الصيغة النازية ربما..!.