تعتبر المباريات الودية الجزء الأخير من مرحلة الإعداد، التي من خلالها يكمل المدرب الجاهزية الفنية (الفورمة) للاعبين بعد مرحلة الإعداد اللياقي والمهاري. وهي الفترة التي تتم خلالها زيادة التجانس بين اللاعبين، والتعود على أسلوب المدرب وطريقته. وتُجرى المباريات الودية عادة بالتدرج من السهل إلى الأصعب، ثم العودة للسهل قبل الدخول لمعترك المباريات الرسمية. ويجب في هذه المرحلة أن يخوض اللاعب من 400 إلى 600 دقيقة من المباريات الودية، حتى يستطيع خوض المباريات الرسمية في حال فنية جيدة. ونتائج المباريات الودية سواء كانت سلبية أو ايجابية ليست الحكم النهائي على مستوى الفريق أو مستوى اللاعب، لأننا نجد أن هناك فرقاً تخوض مباريات ودية قوية، وتحقق فيها نتائج جيدة، وفي المباريات الرسمية يكون الوضع عكس ذلك، لأن اللاعب في هذه المباريات يلعب من دون ضغوط، فيظهر بمستوى جيد يجعل المدرب يضعه ضمن القائمة الأساسية، بينما يفاجأ المدرب في المباريات الرسمية بمستوى اللاعب، ثم يتم استبداله بلاعب آخر. وهناك فرق أخرى تلعب مباريات ربما لا يظهر فيها مستوى الفريق ولا يكون مقنعاً لعشاقه، وفي المباريات الرسمية يكون في قمة مستواه، خصوصاً إذا اختيرت المباريات الودية بعناية وبمجاراة لمستويات الفرق في الدوري السعودي. وفي هذه الفترة كثر الحديث عن المباريات الودية للفرق في معسكراتها الداخلية أو الخارجية، فمنهم من وصفها بالجيدة، ومنهم من انتقدها بشدة، لأن الفرق لعبت ضد فرق ضعيفة، وفازت بكم وافر من الأهداف، بل وصفها البعض بالمعسكرات السياحية والترفيهية. والصحيح أن المدرب يختار المباريات الودية بحسب حاجة فريقه، وبحسب تدرجه في الجهد، وبحسب ما سيواجهه في البطولات المحلية، ففريق مثل الهلال عانى كثيراً في الموسم الماضي من فقدان النقاط، بسبب فرق تلعب بطرق دفاعية وتكتلات وتضييق المساحات، عليه أن يلعب في معسكره ضد فرق تنتهج الأسلوب ذاته، حتى يتم وضع استراتيجيات لمثل هذه الحالات، التي ستواجه الهلال في المشاركات المحلية، والأمر لا ينطبق على الهلال فحسب، بل وحتى فريق الاتحاد أو الشباب أو الفرق الباحثة عن المنافسة. أما اللعب ضد أندية عالمية وكبيرة، فهو جيد للاحتكاك ورفع الروح المعنوية عند تحقيق نتائج إيجابية ضد هذه الفرق، ولكن كمردود فني للمشاركة المحلية، أعتقد أنه غير مجد، لأن هذه الفرق لن تنتهج الأسلوب ذاته في المشاركات المحلية ضد الفرق السعودية. أما بالنسبة للفرق المتوسطة أو الضعيفة الباحثة عن مناطق الأمان، فيجب عليها اختيار مباريات ودية أمام فرق أقوى منها أو في مستواها، حتى يتم تطبيق الخطط التي ستنتهج في المباريات المحلية. نقاط متفرقة - يعتقد البعض أن المباريات الودية هي للوقوف على مستوى اللاعبين الأجانب، والصحيح أن النادي لم يتعاقد مع هؤلاء اللاعبين الا بعد الوقوف على مستواهم والقناعة بهم. - قد يكون عدم ضم النجم محمد نور للمنتخب مفيداً جداً لهذا النجم، خصوصاً أنه لم يستعد مع فريقه إلا متأخراً. - اتجاه الأندية للمعسكرات الخارجية ليس للمفاخرة أو الدلال والسياحة، وانما لوجود أجواء مناسبة لعمل أكثر من حصة تدريبية في اليوم، ولوجود جميع الامكانات المساعدة للتدريب، ولوجود مباريات ودية مناسبة. - النصر والأهلي سيكون ظهورهما الموسم المقبل مختلفاً، ومعهما «فارس الدهناء». - في الموسم المقبل على الفرق أن تحذر من صلعة ياسر وتكشيرة الشلهوب، لأنهما سيكونان علامة فارقة في «الزعيم». عبداللطيف الحسيني [email protected]