المظاهرات التي يحتشد فيها الألوف، وعشرات الألوف شائعة في وسط العاصمة المصرية القاهرة، لكن التحرش الجنسي في مثل هذه التظاهرات أضحى قضية هامة في مصر. ومن غير الواضح عدد الحالات التي تتعرض للتحرش على الرغم من زيادة عدد اللائي يبلغن عن تعرضهن لذلك الأمر الذي ينظر له على نطاق واسع على انه اتجاه متزايد. وأفاد تقرير للمركز المصري لحقوق الانسان في عام 2008 ان ما يزيد على 80 في المئة من النساء المصريات تعرضن للتحرش الجنسي وان الكثير من الرجال يقومون بذلك بشكل يومي لكن بعض الغوغاء الذين يقومون بذلك بشكل جماعي جذبوا اهتماما عالميا. ولفتت لارا لوجان مراسلة شبكة سي.ان.ان الاخبارية الامريكية أنظار العالم لتلك القضية حين تعرضت للتحرش من غوغاء أثناء تغطيتها أحداث الثورة المصرية كما تعرضت صحفيات أجنبيات أخريات عديدات لذلك ونشرن قصصهن. وبدأت تظهر حركة لمكافحة هذه المشكلة ولاشعار النساء بالأمان في المظاهرات. ونشر فريق لا يعمل تحت مظلة منظمة رسمية ويرتدي أفراده قمصانا تطالب بميدان آمن للجميع ثلاث دوريات لمجموعات في أماكن رئيسية في ميدان التحرير يوم الجمعة، أثناء المليونية المناهضة للاعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس محمد مرسي. ووزع المتطوعون منشورات وتحدثوا للمارة عن فكرتهم الخاصة بضرورة توفير الأمن للنساء حتى لا يشعرن بأنهن مهددات في ميدان التحرير. وأطلقت الناشطة نهال سعد زغلول حملة مناهضة للتحرش بعد تعرضها شخصيا لاعتداء من جانب غوغاء في ميدان التحرير. وقالت نهال سعد زغلول لتلفزيون رويترز "في يوم الثاني من يونيو حزيران 2012 كنت في ميدان التحرير مع بعض الصديقات بمناسبة محاكمة (الرئيس السابق محمد حسني) مبارك. وحين كنا قرب ناصية شارع محمد محمود و(مطعم) هارديس على وجه التحديد بدأ بعض الناس يشكلون دائرة حولنا ويفصلوننا عن بعضنا البعض. بدأوا يسحبوننا وكل منهم يقول سأحميكي.. لكن من قال سأحميكي كان الأسوأ"، وأضافت "حن بدأوا فصلنا عن بعضنا البعض لم نكن نعرف ما نفعله ولم أعرف كيف أصل لصديقاتي..لكن في بعض المراحل بدأ أناس يشكلون سلسلة بشرية حولي وصديقة أخرى أيضا وتم انقاذنا. أما صديقتي الثالثة فانهم قد اغتصبوها الى حد كبير". وأردفت نهال "شعرت بفزع لم أشعره من قبل. فقد تعرضت لقنابل الغاز والرصاص المطاطي لكني لم أشعر بمثل هذا الهلع. وبسبب ذلك كان أمامي خياران: إما أجلس ولا أفعل شيئا أو أحاول أن أكافح بطريقة ما".