مشكلة البلديات أن أخطاءها واضحة، لا يمكن إخفاؤها وسط الأدراج، ولا يمكن التعتيم عليها أو حتى تجميلها. ومع ذلك فهي مستمرة. من يشاهد الحدائق الموجودة وسط الأحياء السكنية لن يطالب بإنشائها، وسيفضل أن تبقى أراضي فضاء، على الأقل تصبح موقف سيارات للسكان أو ملعب كرة لأبنائهم. حديقة أو «متنزه» حي المنصورة الواقع جنوب العاصمة الرياض، مثال حيٌّ للفوضى. أنشئت ثم أهملت، وضعت فيها ألعاب بدائية ثم تركت بلا صيانة أو متابعة. هي حديقة تفتقر إلى أدنى درجات السلامة عندما كانت محتوياتها صالحة للاستخدام واللعب، فما بالكم بعد أن خربت الألعاب وتكسرت؟ أبوأحمد، وهو أحد سكان الحي، يتذكر بداية إنشاء الحديقة: «فرحت بها من أجل أبنائي، إذ كنت أخاف عليهم من الشارع أثناء غيابي في العمل»، مشيراً إلى أن فرحته لم تكتمل: «لاحظت أن الألعاب خطرة، ولما تكسرت زادت خطورتها فمنعتهم من اللعب فيها». ويضيف: «من يشاهد الحديقة حالياً يتحسر على الوضع في البلدية، فالألعاب متكسرة ومهملة، كما أن الأطفال هجروها وأصبحت خطراً على الأطفال». ولا يخفي أبوعلي، وهو رب أسرة ووالد لأربعة أطفال، امتعاضه من وضع الحديقة: «بالله عليكم من سيسمح لأطفاله بدخول حديقة مهجورة فيها ألعاب خربة؟»، مطالباً المسؤولين في أمانة الرياض والبلدية المختصة بصيانة الحديقة والاستمرار في متابعتها. ويقترح أبوناصر أن تسلّم مثل هذه المتنزهات أو الحدائق إلى القطاع الخاص، شريطة أن تكون الأسعار مناسبة لذوي الدخول المحدودة، موضحاً: «بيتي يجاور المتنزه، ومع ذلك أذهب بأبنائي إلى الملاهي الموجودة في الأسواق التجارية ليلعبوا ويستمتعوا في مقابل مادي، نحن مستعدون لدفع المقابل المادي ليلعب أبناؤنا بالقرب من المنزل، مع الأخذ في الاعتبار أن تكون الألعاب بأسعار مناسبة، ويكون هناك عمال أو موظفون يراقبون الأطفال ويحرصون على سلامتهم». ويلفت أبوناصر إلى أن متنزه حي المنصورة لم تعد له فائدة سوى أن السيارات تقف إلى جانبه من أجل الاحتماء من حرارة الشمس، آملاً من المسؤولين في البلدية التحرك عاجلاً لتطوير هذه الخدمة.