تفتح 666 لجنة في 105 مقرات انتخابية صباح غد السبت ابوابها لنحو 420 ألف ناخب كويتي لاختيار 50 نائباً في مجلس الأمة (البرلمان). وقالت المعارضة، التي قادت حملة قوية لمقاطعة هذه الانتخابات، إنها تتوقع إقبالاً منخفضاً جداً من الجمهور، بينما كثفت الحكومة عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة دعواتها للإقبال على التصويت. ويتنافس نحو 280 مرشحاً على مقاعد البرلمان الخمسين بينما امتنع 40 من أعضاء المجلس الأخير عن الترشح مؤيدين موقف المعارضة الرافض لتغيير قانون الانتخاب بمرسوم أميري الشهر الماضي. ويتوقع أن يكون المجلس الجديد مؤيداً بشكل كامل للحكومة، إذ يغيب عنه حتى المستقلين من النواب ممن كانوا يحافظون على موقع وسط بين السلطة والمعارضة. وكثفت المعارضة خلال هذا الأسبوع ندواتها، ودعت إلى مسيرة كبرى لمؤيديها ليل الجمعة تحت شعار «كرامة وطن 3» في جهد أخير لتأييد توجهات المقاطعة بين الجمهور. وخلافاً للمسيرتين السابقتين «كرامة وطن 1 و2» اللتين واجهتهما قوات الأمن بالقوة، فإن وزارة الداخلية قررت الترخيص لهذه المسيرة، بينما قال معارضون إنهم «لا يحتاجون ترخيصاً، وإنما أبلغنا الداخلية بالمسيرة من باب التعاون». وتسببت مقاطعة المعارضة للانتخابات في إطفاء البهجة والإثارة اللتين ترافقان عادة الانتخابات الكويتية، فالمقارّ الانتخابية خالية، وندوات المرشحين لا تتوجه ضد الحكومة كالعادة، بل ضد المعارضة، بينما قامت وزارة الإعلام -وخلافاً لما كان يجري في الماضي- بحملة كبيرة في القنوات التلفزيونية لإقناع الكويتيين بالمشاركة، وخصصت ساعات من البث التلفزيوني للمرشحين للتواصل مع الجمهور. ويسود انقسام واضح الشارع في شأن المشاركة والمقاطعة، ففي جانب القبائل، التي تمثل نصف الناخبين تقريباً، هناك توجه قوي جداً للمقاطعة، بل إن شيخ قبيلة «العوازم» فلاح بن جامع أصدر بيانات تدعو أبناء القبيلة إلى المقاطعة، وقال إنه لن يستقبل من يترشح لها في ديوانه، وكذلك فعل شيوخ ووجهاء قبليون آخرون. وفي جانب الناخبين الحضر من السنة -ويمثلون 35 في المائة من الناخبين تقريباً-، هناك توجه أيضاً للمقاطعة، خصوصاً بين المنتمين إلى تيارات إسلامية وليبرالية، لكن هناك قطاع منهم يؤمن بالمشاركة ويعتقد أن المقاطعة «تترك المجلس المقبل لأسوأ النوعيات». أما في جانب الشيعة، ويمثلون نحو 15 في المائة، فالغالبية منهم تشارك بقوة ترشيحاً وانتخاباً. ومن المتوقع أن يرفع هذا نصيبهم من مقاعد المجلس من 7 مقاعد في المجلس الأخير إلى ضعف هذا العدد أو أكثر. ويتخذ الشيعة منذ سنوات موقفاً مؤيداً للسلطة ومضاداً للمعارضة التي يغلب عليها الإسلاميون السنة. وتقول المعارضة إن جوهر موقفها في المقاطعة يدور حول عدم دستورية تغيير قانون الانتخاب في غياب البرلمان. وقال رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون، إن حملة المعارضة لن تنتهي بالانتخابات غداً «بل ستتصاعد في ما بعد لتعمل على إسقاط المجلس الجديد الفاقد للشرعية».