أكدت وزارة «البيشمركة» في حكومة إقليم كردستان موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد على «مراجعة قرارها تشكيل قيادة عمليات دجلة، وعلى وضع آلية لسحب القوات الإضافية المنتشرة في المناطق المتنازع عليها»، فيما نفت مصادر سياسية مطلعة موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على «أي اتفاق مع الأكراد ما لم يغلقوا مراكزهم الأمنية في كركوك والموصل وديالى» . إلى ذلك، انتقد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «سياسة المالكي ونشره قطعات عسكرية في المناطق المتنازع عليها»، مشترطاً «سحب قوات دجلة للموافقة على تنفيذ اتفاق وقع عام 2009». ولم تسفر جهود التهدئة بين بغداد وأربيل عن تقدم ملموس، ويضع الطرفان شروطاً لوقف الحشود العسكرية في مدينة كركوك. وفيما تواصلت لليوم الثالث اجتماعات مسؤولين عسكريين من كردستان والجيش الاتحادي في بغداد، قتل وجرح عشرات العراقيين في سلسلة هجمات طاولت أهدافاً في كركوك، إضافة إلى بغداد وعدد من المدن الأخرى. وأكد الناطق باسم وزارة البيشمركه اللواء جبار ياور في بيان، تلقت «الحياة» نسخة منه، أن «الوفد الكردي المفاوض اتفق مع وزارة الدفاع على 14 نقطة لحل الأزمة بين بغداد وأربيل»، وقال إنَّ «أبرز نقاط الاتفاق مراجعة تشكيل قيادة عمليات دجلة ووضع الصلاحيات الأمنية في كركوك بيد الشرطة والأمن». وأضاف ان الاتفاق الجديد يتضمن أيضاً «وضع آلية سريعة لسحب كل القوات التي حشدت حول كركوك بعد 16 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إلى مواقعها بشكل سريع وتحت مراقبة اللجنة العليا من الجانبين». وكان وفدان عسكريان يمثلان الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان اتفقا في 26 تشرين الثاني الجاري، بحضور رئيس مكتب التعاون الأمني العراقي - الأميركي الجنرال روبرت كازلن، على التهدئة في المناطق المتنازع عليها، وسحب القوات الإضافية التي نشرت أخيراً. لكن مصدراً في حكومة إقليم كردستان أكد أن «لا تقدمَ أحرز على صعيد حل الأزمة»، وأن «اللجان بحثت في بعض الجوانب الفنية فقط». إلى ذلك، استبعد مصدر سياسي مطلع على أجواء الاجتماع بين وفدي بغداد وأربيل موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على أي اتفاق مع الأكراد، قبل أن «يغلقوا مراكز أمنية غير نظامية في مناطق خارج صلاحية إقليم كردستان في كركوك وديالى والموصل»، فيما أكد أنه (المالكي) يريد «وقف التجاوزات الكردية». لكن المصدر أعرب عن أمله في أن «يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة في غضون الساعات المقبلة»، مؤكداً «وجود ضغط أميركي على الطرفين لإنهاء التوتر قريباً». إلى ذلك، انتقد رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، «السياسية التي يتبعها رئيس الحكومة ضد شركائه»، وقال في حوار نشرته صحيفة «المدى» البغدادية أمس إن «الجميع يعارض أداء المالكي، والكثير منهم أبلغونا رفضهم تحريك القوات نحو طوز خرماتو، دولياً وإقليمياً ولا توجد قناعة بتصرفه في إيران، على سبيل المثال». واشترط بارزاني سحب قوات عمليات دجلة من المناطق المتنازع عليها للموافقة على إعادة تطبيق اتفاق 2009، وقال أنه أبلغ إلى رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أن «بغداد هي التي تراجعت عن الاتفاق، ولا نمانع بإعادة تطبيقه، لكن الشرط الأساسي هو سحب قوات دجلة وحلها لأنها تشكيل غير مقبول أبداً».