طغت قضية «التعهدات المالية المطلوبة لإنجاح جهود مكافحة الآثار المناخية المضرّة»، وهي تشكل همّاً لعدد من الدول، خصوصاً النامية، على مناقشات مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي الذي يواصل أعماله في قطر. وشكل عرض سيارة هجينة صُنّعت في قطر حدثاً لافتاً، وهي تخفّض مستوى انبعاثاتها الكربونية إلى أكثر من 50 في المئة. كما حضرت قضايا المرأة في شكل حيوي في النقاش. وعكس حضور رئيسة مجلس أمناء هيئة متحف قطر الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني جلسة حول «الانتقال بالمساواة من الأقوال إلى الأفعال»، خطوة عبرت عن رسالة وجهتها القيادة القطرية إلى 194 دولة مشاركة في المؤتمر، تشدد على دعم شراكة الرجل والمرأة في ميادين العمل وبينها ساحات المواجهة لمشكلة المناخ. وأعلنت المياسة (ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني)، أن المرأة القطرية «كانت ولا تزال وستستمر في الاضطلاع بدور مهم في تطوير المجتمع القطري، وستواجه تحديات التغير المناخي». ولفتت إلى أن مؤسسة قطر «تعمل على نقل قطر من الاعتماد على الطاقة الناضبة إلى اقتصاد مبني على المعرفة». وأكدت أن المجتمع القطري «مستمر في تأكيد المساواة بين الجنسين مجدداً، وفق مبادئ الدين الإسلامي الحنيف». ودعت أصوات كثيرة في موضوع مشكلة «الالتزامات المالية»، إلى «مسار جديد حول الالتزامات المالية، ولا بد من بناء المفاوضات على واقع لتجنّب الوصول إلى طريق مسدودة». وأعلن مشاركون، أن «المطلوب اتخاذ قرارات حاسمة من جميع الأطراف تتصل بالتمويل»، مؤكدين ضرورة أن «تفي أميركا بالتزاماتها المالية، وألا تختبئ دول أخرى خلفها، كما عليها أن تحذو حذو بريطانيا وألمانيا (لديهما تعهدات ومواقف ايجابية). وانطلقت دعوات تهدف إلى «زيادة الأموال المخصصة لمواجهة التحديات المناخية»، مع التشديد على دفع مبلغ تكرّر الحديث عنه كثيراً وقيمته 100 بليون دولار». إلى ذلك، كشف رئيس اللجنة الفرعية المنظمة للمؤتمر عضو اللجنة العليا فهد بن محمد العطية، عن أن المؤتمر «شهد تجربة الورق الذكي»، وخُفّضت نسبة 97 في المئة من الورق المستخدمة في مؤتمر دولي سابق حول المناخ، ووفرنا 750 ألف ورقة تعادل 90 شجرة». ولفت إلى عرض فيلم عن «تسونامي» اليابان، وهو مرشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي. وأشار الى ان الشباب القطري سيلعب دوراً اليوم من خلال مشروع لتدوير النفايات في المدن لتعميم حاويات في كل مكان في قطر. وشكلت سيارة هجينة، ابتكرتها «المنظمة الخليجية للبحث والتطوير»، التي تخفض مستوى الانبعاثات الكربونية الصادرة منها بأكثر من 50 في المئة، وكذلك نسبة استهلاك الوقود إلى 20 في المئة، أبرز حدث صناعي خليجي عُرض خلال المنتدى. وأوضح رئيس مجلس إدارة المنظمة يوسف الحر، أن «النظام المبتكر مرن ويمكن تركيبه على كل أنواع السيارات الجديدة أو القديمة». وأعلن عن اتصالات «تجري مع شركات للتصنيع لتبني النظام الجديد»، موضحاً أن السيارة الجديدة «تنتج الكهرباء من دون أي كلفة من طريق استعادة الطاقة الحرارية المهدورة». وقال إن السيارة «صُمّمت وصُنّعت في قطر». وكشفت الدوحة أيضاً، عن أن «إعادة تدوير ورق الألومنيوم وعلب البلاستيك باتت متاحة، بفضل مشروع مرتبط بمؤتمر الأممالمتحدة ال 18 حول التغيّر المناخي». ووُضعت الوحدة الأولى لإعادة التدوير في مقابل وزارة البيئة وسط المدينة، وستُعمّم الخطة التجريبية على المدن والمناطق». وأفادت إحصاءات دولية، بأن «إعادة تدوير طن من الورق ينقذ 17 شجرة و7 آلاف غالون من المواد الكيماوية، و4100 كيلوواط/ ساعة من الكهرباء. ويستغرق بدء تحلّل القوارير البلاستيكية 700 سنة، بينما تتطلّب الأكياس البلاستيك أكثر من 100، وتستهلك إعادة تدوير بعض أنواع البلاستيك 10 في المئة فقط من الطاقة اللازمة لتصنيعها من المواد الخام. وتوفر إعادة تدوير الألومنيوم 95 في المئة من الطاقة اللازمة لتصنيعه من المواد الخام». كما يمكن أن تصبح علبة ألومنيوم مُعاد تدويرها جزءاً من علبة جديدة في خلال 6 أسابيع.