استطاع 16 فناناً وإعلامياً ومثقفاً عربياً اجتياز الحدود التركية - السورية ودخول مدينة أعزاز في ريف حلب، في زيارة ل «مخيم كيليس» للاجئين السوريين، بمبادرة لمؤسسة المورد الثقافية ومقرها مصر، فأوضاع اللاجئين السوريين تزداد كل يوم صعوبة، بسبب الظروف الصعبة وقسوة ما يعانونه في مخيمات اللجوء. ووفق الوفد المتضامن، الذي قدّم للاجئين مساعدات عينية وأحيا نشاطات فنية في المخيمات التي استقبلتهم، عبّر اللاجئون عن حزنهم لأن هذا الوفد العربي الثاني الذي يزورهم للاطلاع على معاناتهم، على رغم امتداد الأزمة لأكثر من سنة ونصف، وكان الوفد الأول ضمّ فنانين من المملكة العربية السعودية... في حين أن الوفود الأجنبية تتوالى تباعاً. والوفد الذي شكلته «مؤسسة المورد» شمل فنانين من مصر ولبنان وفلسطين، قدّم على مدى أربعة أيام فعاليات فنية وتثقيفية وترفيهية للاجئين، شملت الرسم والمسرح والغناء، بدأت في مخيم «كيليس»، عند «معبر السلام» على الحدود السورية - التركية، وامتدت إلى ريف حلب. ويقول الفنان والناشط الفلسطيني خالد حوراني إن هدف الزيارة هو «تأكيد وقوفنا مع الشعب السوري في محنته، فأقمنا نشاطات للأطفال وقدمنا الهدايا والتبرعات الرمزية، وتعرفنا إلى أحوالهم... وهم احتضنونا بحرارة، على رغم ما يعانونه، ونظرات العتب على تأخّر الفنانين العرب في أداء الزيارة التي فرحوا بها». وإضافة إلى ورش كثيرة أقامها الوفد في مدرسة المخيم، للأطفال والأهالي، «صوّرنا وجوه الناس، لا سيما الأطفال، ووضعناها على لوحة كتعبير توثيقي»، وفق حوراني، «كما أقمنا معرضاً فنياً لرسوم الأطفال والكبار ممن ساهموا في ورشة الرسم، وفي اليوم الثاني عبرنا الحدود إلى شمال سورية، وتحديداً إلى أعزاز - ريف حلب، وهناك فهمنا مأساة المدينة، البيوت والبنى التحتية دمّرها جيش النظام بالكامل». إلا أن أكثر المشهد تأثيراً، وفق ما يروي حوراني، الذي توغّل وحده في المنطقة بمعيّة الجيش السوري الحر، هو أحذية الناس العالقة في الطين بسبب الأمطار، دلالة هروبهم حفاة: «دخلت منطقة ألغام، المأساة حقيقية، أحذية علقت في الطين، لصغار وكبار، شعرت بالألم والحزن... كم كانوا خائفين على حياتهم ومصيرهم». ويضيف: «في أعزاز، والمناطق المحيطة، فهمنا كم كان القصف وحشياً، أحياء وبيوت سوّيت بالأرض، مراكز توزيع المعونة ومساجد تحولت إلى مدارس، التقينا من بقي من السكان وحالهم يصعب حتى على العدو، فكيف بالصديق؟ القصف بقنابل فراغية لم يبقِ حجراً على حجر». ولم يخفَ على حوراني عتب اللاجئين وحزنهم بسبب التقصير العربي اتجاههم، ويقول: «يعانون الإهمال وقلة الوفود العربية المدنية الزائرة، فيما الأوروبيون يأتون في شكل متواصل، يحاول النظام إهانة الشعب السوري، وهذا ما تعكسه طبيعة حياتهم في المخيمات، بؤس وقتل ودمار، تشردهم وهربهم من بيوتهم ومدنهم... رأينا مفاعيل ما هو أشبه بالإبادة، في حين أن كل ما يريده هؤلاء الناس هو الحرية».