شهد مؤتمر نظمته جامعة الدمام، تقديم طرق جديدة في التصميم المعماري، مُستوحاة من عالم الطيور والحشرات وحتى الأسماك. ما أثار إعجاب الحضور من علماء واختصاصيين من دول مختلفة، شاركوا في مؤتمر «الاستدامة من خلال المحاكاة». وقدمت المحاضِرة الأميركية دانيلا بريسكو، من جامعة تكساس، في المؤتمر محاضرة بعنوان «الرسومات المُستوحاة من عالم الطيور»، وشرحت فيها كيفية الاستفادة من الطيور «كمصدر إلهام في التصاميم المعمارية»، والطريقة التي اتبعتها مع طلابها في تحليل حركة الطيور ودراستها، مروراً بصنع مجسمات ثلاثية الأبعاد، وانتهاءً بتطويرها، وتحويلها إلى مشاريع واقعية. وعرضت عالمة الأحياء تارن ميد، محاضرة بعنوان «الابتكار المُستوحى من الطبيعة»، تحدثت فيها عن كيفية الإفادة من الموارد الطبيعية والمخلّفات، مثل الريش، وشبكة العنكبوت، وركزت على العمل ب «مبدأ المُحاكاة، وليس التقليد في التصاميم المعمارية، وإيجاد استراتيجيات التأقلم مع الطبيعة». واستعرضت أمثلة حول كيفية الإفادة من النظام البيئي في العمارة، ومنها بيوت النمل، وطريقة تفريغه للماء. وأوصت تارن، بالنظر إلى الطبيعة، واستلهام حلولٍ منها. فيما أشار الدكتور علي ساليسو، خلال محاضرة ألقاها بعنوان «مساكن النمل والعناكب والنحل في القرآن الكريم»، إلى أن «الاستدامة هي العلم الأول على وجه الأرض»، مستشهداً بقصة هابيل وقابيل. وقال: «يمكن الوصول إلى حل الأزمات والمشكلات في المدن بآيات من سورة النحل». واستنبطَ من مساكن النمل أنه «يجب احتواء المباني على أجهزة معلومات واتصالات وأنظمة إنذار». كما نوّه إلى «تفادي السلبيات من وهن بيت العنكبوت، فهو دائماً لا يتعاون اجتماعياً، ولا يخطط عند نسجه لبيته». وجمع المؤتمر الذي دشنه مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، علماء ومعماريين واختصاصيين في مجال الاستدامة والتصاميم. وقدم الدكتور كارلوس ألبرتو، من جامعة كانبيرا، من خلال محاضرة ألقاها، أمثلة طبقها مع طلابه في محاكاة الطبيعة. وقال: «كانت غالبية التصاميم مبنية على علم الأحياء والتأثيرات المحلية للطبيعة». وأضاف أن «علم الاستدامة يوجد الكثير من الأدوات التي يمكن استخدامها، ومنها محاكاة الطبيعة»، لافتاً إلى أن «محاكاة الطبيعة هي عملية تستخدم الطبيعة كنموذج وتقويم في الوقت ذاته». وتناول الدكتور كارلوس فيورنتينو، من جامعة ألبيرتا، المبادئ الموجودة في الطبيعة التي يمكن أخذها في التصميم المُستدام. واستعرض أمثلة في مجال محاكاة الطبيعة، «إذ تكون المحاكاة بتحليل الشكل، أو الكائن الحي، أو من خلال محاكاة الوظيفة أو السلوك، مثل سلوك الأسماك في البحار، أو حتى أقراص خلية النحل، وأوراق الأشجار، وغيرها». بدورها، أوضحت رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر وكيلة كلية التصاميم للجودة والتطوير والاعتماد الأكاديمي في جامعة الدمام الدكتورة سمية السليمان، أن «فكرة المؤتمر ولدت قبل عامين، في ورشة عمل أقيمت في كلية التصاميم، حول فكرة محاكاة الطبيعة، لإيجاد استراتيجيات تصميم، تكون موصلة إلى الاستدامة. ليكون عالمنا مُستداماً، ونعطي الأجيال المقبلة ما يستحقون». وأشارت إلى أن لكلية التصاميم اهتمامات عدة بالاستدامة. «ووجدت أن محاكاة الطبيعة تخدم أهدافها»، معتبرة هذا المؤتمر «الأول على مستوى الشرق الأوسط». ووصفت وكيلة كلية التصاميم الدكتورة هند القحطاني، مؤتمر «الاستدامة من خلال المحاكاة»، ب الحلم الذي كان يراود الكلية، على مدى سنتين»، مضيفة أن «العمل الجماعي والفرق العاملة، من أعضاء هيئة التدريس، وطالبات وطلاب، أثمر في جعل المؤتمر يتخطى جميع التحديات». وقالت المحاضِرة في كلية التصاميم عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر المهندسة مي الجامع: «يعتبر تميز ونجاح المؤتمر انطلاقاً لتحقيق نجاحات قادمة للكلية».