تنظم جامعة الدمام، مؤتمراً يناقش قضايا الاستدامة من خلال المحاكاة، واكتشاف حلول مُستوحاة من الطبيعة. ويُعد المؤتمر الذي تنظمه كلية التصاميم، ويقام لمدة يومين اعتباراً من اليوم، برعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. وتستهدف محاور المؤتمر، مجالات التقاطع بين تخصصات العلوم المختلفة والتصميم، والعلاقة بين الاستدامة واتجاه المحاكاة للطبيعة والفلسفات، والنظريات والمفاهيم لمحاكاة الطبيعة، والنهج المستقبلية المُستدامة وتطبيقاتها في مجالات العمارة والتصميم. وستُعرض في المؤتمر أبحاث 5 متحدثين أساسيين، تستعرض خبرتهم في هذا المجال، إضافة إلى 15 بحثاً محكماً مقدماً في مجالات التصميم الحضري والعمارة والتعليم في مجال التصاميم، وغيرها يقدمها متحدثون من أنحاء العالم. وقال عميد كلية التصاميم الدكتور سعيد العويس: «إن المؤتمر، الذي سيحضره اختصاصيون وأكاديميون وباحثون في مجالات العمارة والهندسة والتصاميم، وخبراء، يناقش الإفادة من مجالات محاكاة الطبيعة، وهي إحدى استراتيجيات التصميم الحديثة المُستدامة، التي تعتمد على الاستفادة من حلول موجودة في الطبيعة، لمعالجة مشكلات التصميم بشتى أنواعها في مختلف المجالات. وبهذا يمكن الاستفادة من الأشكال والعمليات والأنظمة للكائنات الحية، لتطبيقها في البيئة المبنية، للوصول إلى حلول مُستدامة». بدورها، قالت رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر وكيلة كلية التصاميم للجودة والتطوير والاعتماد الأكاديمي الدكتورة سمية السليمان: «إن المؤتمر يتعامل مع علم جديد، هو محاكاة الطبيعة. الذي يعتمد على تقاطع مجالات التصاميم بشتى أنواعها، من عمارة، وتصميم حضري، وهندسة وتصاميم، مع العلوم الأساسية، مثل الأحياء والكيمياء والرياضيات، بهدف الإفادة من حلول موجودة في الطبيعة وتطبيقها، لحل مشكلات تصميمية واقعية». وضربت السليمان مثالاً على ذلك، موضحة أن «معماريين استفادوا من دراسة مسكن أحد أنواع النمل في أفريقيا، تكون فيه درجة الحرارة شبه ثابتة في الداخل، مع تفاوت شديد في الحرارة في الخارج. واستطاعوا من خلال دراسة هذا المسكن التوصل إلى تصميم يعتمد نظاماً مشابهاً، بحيث تم خفض كلفة استهلاك الكهرباء للتكييف في ناطحة سحاب بنسبة 90 في المئة». كما ذكرت أن «شركة أنتجت طلاءً لا يتسخ، ولا يتأثر بالغبار، بعد دراسة زهرة «اللوتس»، وكيفية محافظتها على النظافة بشكل مستمر، وتطبيقات محاكاة الطبيعة كثيرة جداً، وذات فائدة كبيرة للتوصل لحلول بيئية مُستدامة». ويركز المؤتمر على كيفية الإفادة من الدروس القيمة والنماذج والنظم، التي يمكن نقلها من البيئة الطبيعية القائمة علي التوازن والاستدامة الكاملة، إلى بيئات اليوم المُصممة والمبنية، والتعريف باتجاه المحاكاة للطبيعة بين المصممين وأعضاء هيئات التدريس، لإدراجها في المقررات الدراسية الطلابية لكليات التصاميم والهندسة والعلوم البيئية، وكذلك الخروج بمقترحات عملية، لتفعيل مفهوم الاستدامة، من خلال اتجاه المحاكاة للطبيعة ومدى الاستفادة منها محلياًً. وذكرت السليمان، أن «المؤتمر يسعى عبر الاستعانة باختصاصيين وأكاديميين وباحثين، للمساهمة في نشر وتعميق الفكر المُستدام في البيئة العمرانية، من خلال استكشاف مجالات التعاون، وتبادل العلوم والخبرات المُستوحاة من محاكاة الطبيعة، والتعلم من عبقريتها المُتزنة وجمالياتها التي هي من صنع الخالق، والتي طالما كانت الوسيلة المُثلى، والكتاب الذي لا تنضب أفكاره، لاستلهام الحلول لحاجات الأجيال المتعاقبة والمشكلات التصميمية عبر الأزمنة، وصولاً إلى الاستدامة المنشودة».