نبه مشاركون في مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي من تحديات كبيرة تواجه مستهلكي السمك، فيما أشارت توقعات خبراء إلى أن 39 في المئة من الانبعاثات سيكون مصدرها ما وصف بذوبان التربة المتجمدة، ما دفع هيئة معنية بتغير المناخ إلى كتابة تقرير في هذا الشأن. وعبّر رئيس اللجنة الفرعية المنظمة للمؤتمر عضو اللجنة العليا فهد بن محمد العطية عن تفاؤل قطر، التي ترأس المؤتمر، بالنتائج المتوقعة وقال: «تريد قطر أن تنتقل من اقتصاد مبني على النفط والغاز إلى اقتصاد معرفي، هناك جهود كبيرة تبذل لتحقيق تلك المرحلة الانتقالية، وقطر تتأثر بالتغير المناخي وتستورد أكثر من 90 في المئة من المواد الغذائية». وأشار العطية إلى أن «12 ألف شخص يشاركون حالياً في المداولات، وسيرتفع العدد إلى 17600 شخص، ما يجعله أكبر مؤتمر تستضيفه قطر، وهناك سبعة آلاف منظمة غير حكومية مسجلة معنا تنظم يومياً فعاليات بعنوان ساعة الحكمة للتعبير عن رؤاها ومواقفها». وأظهرت معلومات كشفتها تقارير الأممالمتحدة تحديات تواجه مستهلكي السمك، الذي يشكل المصدر الأساس للبروتين لأكثر من بليون نسمة يعتبرون الأفقر في العالم، وهم الأكثر تأثراً بانعكاسات التغير المناخي على المحيطات، إذ تؤدي زيادة حرارة المحيطات إلى هجرة الأسماك بعيداً من السواحل باتجاه المياه الباردة قرب قطبي الكرة الأرضية وارتفاع معدلات الحموضة في البحار والمحيطات وتدمير مواطن الأسماك مثل الشعاب المرجانية. وأصدرت «أوشيانا»، أكبر منظمة عالمية مختصة في المحافظة على المحيطات وحماية الأنظمة البيئية البحرية والأنواع المهددة بالأخطار، تقريراً بعنوان «زيادة ثاني أوكسيد الكربون تهدد الأمن الغذائي البحري» تضمن لائحة بأسماء الدول الأكثر تأثراً بالتبدل الحاصل في المحيطات بفعل التغير المناخي، على أن يُقدّم التقرير في المؤتمر. الشعوب الساحلية ونسبت معلومات المنظمة الدولية إلى كاتب التقرير العالم البحري في حملة المناخ والطاقة الخاصة ب «أوشيانا»، مات هولسينباك والتي أكدت أن الشعوب الساحلية الفقيرة تواجه تهديداً لأن المصدر الأساس للبروتين في غذائها معرض للخطر. وأظهر التقرير أن «الدول ذات الناتج المحلي الإجمالي المنخفض ومعدلات النمو السكاني المرتفعة ومستويات عالية من نقص التغذية ستكون الأكثر تأثراً بفقدان المصدر الأساس للبروتين البحري، وأنه غالباً ما يحظى موضوع تهديد الأمن الغذائي البحري باهتمام أقل مقارنة بتهديد الأمن الغذائي على الأرض، مثل الجفاف»، مشيراً إلى أن «في حين حظيت مسألة هجرة الأسماك بسبب حرارة المياه باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة، إلا أن موضوع ارتفاع درجة الحموضة في المحيطات لم ينل الاهتمام ذاته». وأكد أن «أول حال لتأثير زيادة مستوى الحموضة رُصدت في مزرعة لتربية المحار في ولاية أوريغون الأميركية خلال العقد الماضي، إذ انخفض إنتاج المحار بنسبة كبيرة واكتشف العلماء أن السبب هو زيادة معدل الحموضة في المياه الغنية بالكربون»، مبيّناً أنه أكبر تغير في مقياس معدلات الحموضة خلال 300 مليون سنة. ولفت إلى أن «الحل الوحيد للحد من ارتفاع حموضة المحيطات سيكون خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو من ركائز عملية التصدي للتغير المناخي، ولكن الجهود المبذولة لم تسفر عن نتائج ملموسة». وأوضحت مصادر الأممالمتحدة في المؤتمر أن «مسألة الأمن الغذائي البحري ستحتل أهمية قصوى في الجلسات المقبلة، وبحكم موقع قطر على الخليج العربي فهي معرضة إلى التغير المناخي أكثر من المسطحات المائية الأخرى». وأكد هولسينباك أن «نسبة خسارة قطر ثروتها السمكية ستبلغ 63 في المئة بحلول عام 2055، مقارنة بخسارة نسبتها 50 في المئة في دول الخليج كافة»، مشدّداً على أن «الفرصة ما زالت سانحة لتعديل استراتيجية الأمن الغذائي في الدول الغنية، إلا أن الصيادين والأشخاص الذين يفتقرون إلى الموارد المالية التي تمكنهم من التأقلم مع هذا الواقع الجديد سيحتاجون إلى المساعدة لمواجهة هذه التحديات».