كرة القدم لم تعد معقدة كما كانت في السابق، إنها لعبة سلسة، تحتاج اللاعب الذي يلعب بفكره اكثر من عضلاته، لعبة سهلة اكثر مما نتخيل، وفريق بحجم برشلونة يؤكد هذه المقولة، فهي استلام وتسليم وأكثر من ذلك ان يكون اللاعب في قمة تركيزه من حيث احتلال الموقع الذي يضمن فيه وجود الكرة حتى يضمن زميله سهولة إيصال الكرة إليه من الزميل. ومثل هذا الكلام وان كان معروفاً لكل مدرب في العالم، إلا ان معظمهم لا يركزون عليه في التدريبات، والسبب أنهم يتعاملون مع ما يتوافر لهم من لاعبين، لذلك يلجأون الى أساليب أخرى اكثر تعقيداً من اختيار اللاعب المفكر، ولو رجعنا لمباراة النصر والاتحاد في بداية الدوري لأتضح لنا بأن النصر لعب أفضل مبارياته هذا الموسم، عندما قدم خلالها النهج الذي يمكن ان يستمر عليه النصر، وهو اللعب بأسلوب الفكر، لكن مدرب الفريق وجد بأن هذا الأسلوب لن يخدمه وضاعت معه خططه وأسلوبه. وعندما يوزع اللاعب جهده في الملعب مع ما يملكه من لياقة بدنية، وان يتحين الفرص بحسب سير اللعب من الصعب جداً ان لا يقدم العطاء الذي يرضي مدربه، وفي الوقت ذاته محبوه، وفيما يتعلق بالفوز والخسارة فهي خارج نطاق هذا الأسلوب، لأنه ليس كل فريق يفوز كثيراً، ولا يمكن ان يخسر في كل مرة، ومنتخب الأرجنتين عجز عن التسجيل في المنتخب السعودي، على رغم ان جل لاعبيه كانوا يستخدمون فكرهم في الهجوم والدفاع وفي صناعة اللعب. ولو عاد فريق النصر للعب بالأسلوب ذاته الذي انتهجه مع الاتحاد لكان وضعه الآن أفضل من الحالي وبمراحل، فالنصر ينجح كثيراً في هذا الأسلوب، فيعرف متى يدافع ومتى يرتد للهجوم؟ وهذا ما يجب ان يركز عليه مدرب الفريق الآن، فقد يقول قائل إن هذا الأسلوب يحتاج إلى نوعية من اللاعبين لا تتوافر عند النصر، وهو أمر صحيح مئة في المئة، ولكن بناء الفريق وتعويد اللاعبين والاستغناء عن من لا يطبق هذا الأسلوب، سيكون مفيداً مع مرور الوقت. [email protected]