سألني الزميل أحمد العجلان عبر أثير إذاعة يو إف إم بعد نهاية مباراة الهلال وأولسان مباشرة عن أسباب هزيمة الهلال.. قلت له دون تردد: لا توجد أسباب.. الفريق الكوري أفضل من الهلال كثيراً، وهذه كل الحكاية..!! دائماً ما نضحك على أنفسنا وندور في فلك ساخر.. إن فزنا أصبحنا طواويس ومرعبين وأصحاب التاريخ والمجد.. وإن خسرنا فالويل لكرتنا، والويل لاتحاد الكرة والإدارة والمدرب واللاعبين.. في هذا العام حدث تطور كبير.. بدأنا نشجع الخصوم أيضاً..!! المؤشر البياني الإحصائي للمنافسة الآسيوية ما بين حصولنا على أول كأس آسيوية للمنتخبات وخروجنا المذل بقطر، وما بين تاريخ خسارة فريق النصر من فريق نيسان الياباني بخماسية ورباعية أولسان بمرمى الهلال، يكشف مشوار أكثر من خمسة وعشرين عاماً من الارتفاع والانخفاض الذي لم يصاحبه أي دراسات أو تحليلات دقيقة توازي صد نوايا الخصوم الذين درسوا الأمر بعناية، وخططوا كثيراً، وعرفوا.. كيف.. ومتى.. يصلون؟؟ نحن أسرى الخطط القريبة.. السريعة.. الجاهزة.. لذلك يتطاير المدربون من حولنا، وكأن انفجار قنبلة يفرقهم..!! الأندية تعمل بمسار فردي غير مرتبط بأي منهجية عامة.. رؤساء يأتون، هم من يخطط ويقرر وينفذ..!! المنتخب يعمل بمنهجية مختلفة أخرى وبخطط وأعمال وتدريبات تختلف جذرياً عن الأندية..!! اللاعب السعودي مدلل لدرجة أن المزاجية أصبحت سلاحه.. في حال الخسارة والنقد يحتاج لقوة مضاعفة حتى يتم تطييب خاطره.. في حال الفوز يصهل كما الخيل الأصيلة ويركض وكأنه قد أكل نصف علبة منشطات..!! نمتاز عن الفرق الشرق آسيوية بالقوة والدافعية النفسية.. هم يمتازون بالذكاء والقراءة الجيدة.. أحياناً نتغلب عليهم، لكن بصعوبة بالغة.. أحايين كثيرة يلتهموننا منتخبات وفرقاً بأبسط سهولة ممكنة..!! الفارق بيننا وبينهم.. عقليات اللاعبين.. اللاعب السعودي داخل الملعب منفلت.. تجده في كل مكان.. يقفز ويذهب للطرف، ويرجع للوراء، ولا يقيم وزناً لتوزيع الجهد، ويتأثر بالجماهير وصيحاتها، وبعضهم يستعجل التسجيل؛ لأنه رسم قبل اللقاء بيومين كيف ستكون فرحته فيكون علة فريقه..!! اللاعب الشرق آسيوي منضبط جداً، يعرف دوره بإتقان شديد.. يلعب بجماعية أكبر وحماس مقنن.. هذا لا يعني أن لا ننتصر عليهم.. الكرة تعترف بالحظ.. بالظروف.. بالأخطاء التحكيمية.. بحالات الطقس.. لكن من المهم أن نأخذ الأمر دون شذوذ، فالمبدأ هو الواقع فقط..!! نحن نلعب كرة بطيئة.. اجتهادية.. مملة.. لدرجة أن كرات لاعبينا المقطوعة توازي عدد مخالفات ساهر في ساعة!! لا نعرف للثبات العناصري طريقاً أبداً.. المنتخب مثلاً.. أتحدى أن يقوم أحدنا بالكشف عن تشكيلة مباراة الكونغو الودية القادمة الأساسية.. نعم أتحدى؟ في أوروبا والآن في شرق آسيا يمكن أن يعرف اللاعب مكانه أساسياً أو احتياطياً قبل شهرين من لعب المباريات والبطولات الكبرى.. إنها رسالة الاطمئنان والتجهيز للاعب.. اجتهاداتنا هي ما تصنع مزاجيتنا الجماهيرية والإعلامية.. الكرة فوز وخسارة.. لا يهم.. المهم أن نعرف أين نحن.. ماذا نعمل؟ الأندية في واد.. اتحاد الكرة في واد.. المنتخبات في واد.. اللجنة الأولمبية في واد.. القراءات العلمية والبيانات والإحصاءات والدراسات غير موجودة.. وإن وجدت فهي لتكملة إكسسوار الاحترافية المزعوم..!! اللاعب السعودي يفكر في نوع المعسل الذي يشربه بعد أي مباراة، وفي أي شاليه أو استراحة.. بينما اللاعب الآسيوي الحقيقي يفكر فوراً بمشاهدة أدائه عبر الفيديو؛ ليقيم نفسه ويرتقي بمستواه..!! ليس غريباً أن تتخطانا منتخبات مثل الأردن ولبنان وعمان؛ لتنضم لأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، والقادم أكثر!! من يضمن محافظة الأهلي والاتحاد - أجدها فرصة لتهنئتهما بقوة - على فورتهما الآسيوية.. لا أحد..!! نحن أمام خيارين، إما أن نتعامل مع مزاجية لاعبينا باحترافية نفسية عالية، أو نرضى بواقعنا ونريح أنفسنا، ونعود لزمن (دبلها..دبلها).. يمكن نسوي شيئاً..!! * قبل الطبع: تختصر مشوار النجاح إن فهمت نفسك!! [email protected] https:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر