كشف لاعب وسط فريق النصر سعود حمود أن انتقاله إلى النصر من ناديه السابق الرياض كان حلماً وتحقق، وعلى رغم الصعوبات التي واجهها في سبيل إتمام تسجيله في النصر إلا أنه نجح بالظهور بالمستوى اللائق خلال مشاركته الأولى مع النصر، وأرجع ذلك إلى المستوى العام للفريق، وظهر اللاعب سعود حمود في حواره مع الحياة واثقاً من قدراته، إذ أكد أنه لم يقدم بعد ما لديه من إمكانات، وراهن اللاعب على عودة ناديه السابق الرياض إلى دوري الأضواء متى ما توافرت له الإمكانات المادية، نترككم مع الحوار: صاحب انتقالك إلى النصر ضجة وكاد انتقالك أن لا يتم. كيف سار أمر انتقالك؟ - كنت أعيش حالة من الذعر تلك الفترة، فأنا أعشق النصر منذ طفولتي، وكان انضمامي له بمثابة الحلم، وكنت متخوفاً بشكل كبير مما حدث، وعندما أبدى النصراويون رغبتهم في انتقالي اجتمعت مع إدارة نادي الرياض وطلبت منهم أن يسمحوا لي أن أرى مستقبلي مع النصر، لكن الموضوع تأخر كثيراً، حتى ظهرت أنا وزميلي حسين ربيع في القناة الرياضية عبر برنامج «عناوين» وأكدنا خلاله رغبتنا الجماعية في الانتقال إلى النصر وهذا حق مشروع لنا في عصر الاحتراف، بعدها تمت الأمور مباشرة، وصدقني لم يكن انتقالي إلى النصر سهلاً. كيف ترى انتقالك إلى نادٍ جماهيري مثل النصر؟ - أمور كثيرة تغيرت، فالتدريبات في النصر تقام وسط حضور جماهيري يوازي حضور بعض المباريات، أيضاً الاحتكاك بلاعبين أجانب عالميين يزيد من فرصة الاستفادة والتطور، كما أن المنافسة الكبيرة مع زملائي اللاعبين على المراكز الأساسية، واللعب في المباريات الرسمية مع فريق النصر يصنع الفارق مع أي لاعب جديد، وهو أمر يجعل لدى اللاعب رغبة جامحة لإسعاد آلاف الجماهير الحاضرة في الملعب والتي تؤازرك وتنتظر منك تقديم العطاء، وأنا أحمل محبه كبيرة في قلبي لجماهير النصر واستمتع بطريقتها في التشجيع والوفاء، ومن الصعب عليّ أن أصف الأجواء الرائعة في النصر وربما أستطيع أن أحصر التعبير في قولي «قمة الارتياح والمتعة في النصر». قدمت أداء نال رضا جماهير النصر في أول لقاءين أمام الوطني والشباب، والبعض تخوف من مسألة النفخ الإعلامي، ماردك؟ - إبداع الفريق في كأس فيصل ليس حصراً على لاعب واحد فالفريق ككل قدم أداءً مميزاً في المباراتين، وهو ما جعلني أتمكن من تقديم مثل هذا الأداء للنصر، فأنا أثق جداً في قدراتي وأعلم تماماً حجم إمكاناتي، وحتى الآن أنا لم أقدم شيء، ومن حق الجماهير التخوف من البداية المميزة لكني أطمئنهم أنني لن أصل لما يسمى مرحلة الغرور، وفي ذات الوقت من المهم على لاعب كرة القدم أن يعرف قدراته جيداً وأن لا يترك مجالاً للخوف أو الحذر ليدب في داخله وهذا هو الفكر السليم، النصر يساعد على نثر الإبداع وطموحاتي عالية جداً وأنا أعلم بأنني في أول المشوار وأمامي الكثير حتى أصل لما يطمح له المشجع النصراوي، وفي النصر تلقيت الدعم من الكل وعلى رأس هؤلاء الأمير فيصل بن تركي ونائبه عامر السلهام، ولا أنسى نصائح القائد سعد الحارثي وتوجيهاته التي أفادتني وزملائي اللاعبين بشكل كبير داخل الملعب، إضافة إلى توجيهات المدرب وتحفيز الجماهير. تنتظركم في دوري زين، مباريات حساسة أمام الشباب والهلال، هل تبحث عن نفسك في اللقاءين؟ - بكل تأكيد، مثل هذه المباريات هي التي تثبت معدن اللاعب وجوهره، خصوصاً أن مثل هذه اللقاءات تتعرض لسيوف الإعلام والضغط الجماهيري والشحن الكبير، واللاعب المميز هو الذي يكون حاضراً ذهنياً في المباراة، ويركز في الكرة وتحركاتها، وحقيقة أتمنى المشاركة في اللقاءين، وأنا رهن إشارة المدرب داسيلفا، ومتى ما قرر وجودي في أي مباراة، فسأبذل كل ما لدي لكسب ثقته. انضممت لمنتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، وأمامك محطة المنتخب الأول، كيف ترىَ حظوظك فيه؟ - شاركت مع المنتخب السعودي للشباب الموسم الماضي في بطولة آسيا التي أقيمت في الدمام، وأنا الآن ضمن لاعبي المنتخب الأولمبي، ولدينا مشاركة في بطولة الخليج في الأشهر المقبلة، وبحمد الله نلت إشادة مدرب المنتخب الأولمبي، وأتمنى أن أصل إلى المنتخب الأول الذي يعد حلماً لكل لاعب، وعموماً ما زلت لاعباً في المنتخب الأولمبي حالياً، وأتمنى أن أكون أحد لاعبي المنتخب مستقبلاً، فأنا واثق مما أملك من قدرات. ما الذي تغيّر في نادي الرياض حتى وصل لما وصل إليه؟ - نادي الرياض لديه لاعبون موهوبون، ويملك فريقاً جيداً ومتجانساً، لكن هناك بعض الظروف تحيط به، مثل تغيير المدرب أكثر من مرة في الموسم الواحد، وعدم الالتفاف الإداري حول النادي، ولو كان نادي الرياض يملك دعماً مادياً، لرأيته في الدوري الممتاز، لكن كرة القدم حالياً تغيّرت مفاهيمها، والاحتراف أصبح مصدر رزق للكثيرين، ولعدم وجود المادة من الطبيعي أن تهبط العزائم، لكنني أؤكد أن الرياض متى ما وجد الدعم المالي، فستتغير أموره كثيراً، وسيكون أحد فرسان دوري الأضواء بكل تأكيد. كيف تقوّم تعامل الجهاز الإداري في نادي الرياض معكم؟ - قد تكون شهادتي مجروحة في بعض الإداريين في نادي الرياض، فهم يملكون أخلاقاً عالية وتعاملهم حسن مع اللاعبين، وكانوا في مقام الأخوة للاعبين، وهم يحاولون قدر الإمكان رفع المعنويات وتحفيز اللاعبين بما يستطيعون وهذا السبب في تذبذب مستوى الرياض. هل تتوقع صعود الرياض خلال الفترة المقبلة، في ظل فقده عدداً من عناصره مثلك ومثل زميلك حسين ربيع وعبدالله الشيحان؟ - فريق الرياض لديه لاعبون مميزون وطاقات مشبعة بالموهبة ومحبة لكرة القدم، وبالنسبة لخروجي وحسين ربيع فهذه حال كرة القدم، والانتقالات أمر لا بد منه ونحن نشاهد انتقال أسماء كبيرة وهو أمر مشروع، وكوننا وجدنا عرضاً من النصر، فلم نتردد في الانتقال له، والأمر ذاته مع عبدالله الشيحان، والرياض يستطيع الاعتماد على لاعبيه الحاليين، وهو لا يحتاج حتى تطعيم، بل على العكس بالإمكان صنع فريق منظم وجيد من الموجودين، ولكن الحلقة المفقودة هي الدعم المادي، الذي يعتبر الفريق في حاجة ملحة له، وأتمنى أن يحالف الحظ فريق الرياض، ولا أنسى أن انضمامي لصفوف المنتخب ووصولي للنصر جاء عن طريقه. بما تحب أن تختم حديثك؟ - أود أن أشكر رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، الذي سبق أن وعدني بأن أمثّل النصر، وأنه لن يتخلى عني أنا وزميلي حسين ربيع، وله جزيل الشكر على مواقفه الرائعة معي، والأمور المادية تسلمناها بكل سرعة ويسر، وأيضاً لا يفوتني أن أشكر عامر السلهام على وقفته معنا في الانتقال إلى النصر، وأشكر الجماهير النصراوية على مؤازرتها.