لن يكون من السهل أن ننسب ما قدمه الأخضر السعودي في المباراتين الماضيتين إلى عمل المدرب الجديد بيسيرو، وإن كان له نصيب مما تحقق، كون أن مشكلة المنتخب السابقة أبداً لم تكن تدريبية كما يروج البعض، لكن الأكيد أن ما يتوافر من نجوم وعدم الركون إلى أسماء محددة هي ما جعل المنتخب بتلك الصورة. كل ما تعانيه الكرة السعودية في الوقت الراهن أنها تعتمد على أسماء ثابتة لا تكاد تتغير مهما كان عطاء تلك الأسماء، ولا نكاد نستوعب فكرة غياب هذه الأسماء عن مباراة ما، من يتخيل أنه من دون القحطاني ومعاذ والحارثي في خط الهجوم بإمكان المنتخب السعودي تجاوز منتخب مثل إيران وبعده منتخب الإمارات، وحتى بوجود هذه الأسماء كانت النتائج أقل، ونحن نعرف مستوى هؤلاء وليس تقليلاً في عطائهم، لكن منح الآخرين فرصة اللعب أكدت أن المنتخب في حاجة ماسة إلى من هو جاهز لتقديم العطاء المناسب وهذا هو الفارق الذي كان واضحاً في مباراتي المنتخب الأخيرتين، والتي من خلالهما قرب أمل الوصول إلى كأس العالم. تبقى مسألة مهمة في هذا الموضوع، فالتشكيلة التي لعب بها مدرب المنتخب أمام إيران ومن ثم الإمارات تحتاج إلى فكر مدرب، فإحلال الأسماء الغائبة يجب أن يكون تدريجياً بما يتوافق مع عدم بعثرة الأوراق دفعة واحدة، وكما فعل المدرب بيسيرو مع اللاعب حسين عبدالغني عندما استعان به كصانع لعب أجاد إجادة تامة، على رغم أن هذا المركز لم يكن أصلاً من اختراعات بيسيرو أبداً، فقد عرفنا من قبل أن عبدالغني هو لاعب فنان في خط الوسط كما هو لاعب صلب في خط الدفاع، وعندما يتوفر مثل هذا اللعب في المنتخب فإن كثيراً من الأمور الشائكة يتم حلها بمثل هذه الطرق. وبعيداً عما قدمه المنتخب مع مدربه الجديد من نتائج أكثر من رائعة، يجب الآن أن يتم الإعداد للمباراتين المقبلتين بطريقة تتناسب مع المنتخب المقابل، ومن الصدف أن تكون مباراتا المنتخب أمام الكوريتين، فنهجهما وأسلوبهما واحد مع بعض الفوارق الفنية الفردية التي تصب في مصلحة الجنوبيين، فخارج الحسابات هناك ست نقاط الحصول عليهن يضمن للأخضر الوصول إلى النهائيات كما أن أربع نقاط هي الأخرى كفيلة بنقل المنتخب إلى تلك المناسبة، والمنتخب نظرياً أصبح جاهزاً لإعلان نفسه بطلاً للمجموعة، في وقت حامت الشكوك في مسألة تأهله، ولن يجد المنتخب صعوبة في تحقيق حلمنا كسعوديين بعد أن توافرت له الكثير من المعطيات، لعل أهمها وأفضلها، مسألة التعبئة النفسية التي تمارس من المسؤولين عن المنتخب.