دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط في مبادرة أطلقها اليوم الاثنين، القوى السياسية في لبنان الى الحوار لحل خلافاتهم السياسية، وطالبهم بعدم التدخّل بالأزمة السورية وتجنيب لبنان تداعياتها. وقال جنبلاط الذي يصف نفسه ب"الوسطي" خلال مؤتمر صحفي، إن هدف مبادرته "الحفاظ على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي وحماية المنجزات التي تحققت بفعل دماء وتضحيات الآلاف من الشهداء من مختلف الاتجاهات". وتشهد الساحة اللبنانية انقساماً سياسياً حاداً بين المعارضة التي تقاطع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتطالب باستقالتها، وبين الاكثرية الداعمة للحكومة والممثل فيها الحزب التقدمي الاشتراكي. وتضمّنت مبادرة جنبلاط "دعوة جميع الأطراف السياسية لتحسّس دقة هذه المرحلة وحراجتها والتعاطي معها من موقع المسؤولية الوطنية وما تمليه المصلحة العامة من حاجة للترفع والارتقاء بمستوى الأداء والخطاب السياسي لقطع الطريق على أي محاولات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء". ورأى جنبلاط في مبادرته أن "التجربة أثبتت أن الجميع خاسرون إذا ما تمّ اللجوء إلى العنف والسلاح في الداخل". ودعا الى "التمسك بالحوار الوطني كسبيل وحيد لتسوية الخلافات السياسية القائمة، واحترام آليات العمل الديموقراطي لأن تبادل إستيلاد الشروط السياسية لمواصلة عملية الحوار يضع البلاد أمام مخاطر جمَّة". وأكدت المبادرة على "ضرورة التزام القوى السياسية، قولاً وفعلاً بالمرجعية الحصرية للدولة، والعمل على ترجمة ذلك عبر دعم المؤسسات الشرعية، وبشكل خاص الأمنية والقضائية، وإطلاق يدها في كل ما يتصل بالشؤون الوطنية، وإبقاء ملف السلاح خاضعاً لما تخرج به طاولة الحوار الوطني حول الإستراتيجية الدفاعية". وحثت المبادرة التي أطلقها جنبلاط "كل القوى السياسية اللبنانية للامتناع عن الانخراط في ميدانيات الأزمة السورية سواء دعماً للنظام أو الثورة، لأن ذلك لن يغيّر في موازين القوى داخل سوريا.. ما يجعل قدرة اللبنانيين على القيام بهذه المهمة الشاقة مجرّد مغامرة غير محسوبة النتائج لن تؤدي إلا إلى استجرار الإرتدادات السلبية لهذه الأزمة إلى داخل لبنان دون طائل".