أسفرت الاتصالات والضغوط السياسية المكثّفة خلال الأيام الماضية عن الإفراح عن اثنين من مخطوفي عرسال هما: المهندس عبدالله البريدي والدكتور حسين حسن الفليطي في بلدة حور تعلا. وكانا خطفا على طريق بعلبك رداً على خطف العسكريين اللبنانيين على أيدي مسلحي «داعش» ومن بينهم الجندي علي المصري، فيما بقيت الجهود مستمرة للافراج عن مروان الحجيري الذي خطف في بلدة مقنة. وخرق أجواء الهدوء التي سادت البقاع نوعاً ما خلال اليومين الماضيين بعدما فصل الجيش اللبناني بلدة عرسال عن جردها قاطعاً الامدادات عن المسلحين، وعثور عناصره أمس بحسب بيان صادر عن قيادة الجيش-مديرية التوجيه على «سيارة نوع كيا ذات لوحة سورية مركونة الى جانب الطريق في محلة عين الشعب - عرسال على أثر اشتباه قوى الجيش بها حوالى الساعة 11.30، وقامت وحدة من الجيش بعزل المكان وتفتيش السيارة المذكورة، فتبين انها تحتوي على مواد متفجرة زنة 100 كلغ معبأة داخل علب معدنية، موصولة بأسلاك وصواعق كهربائية، وجاهزة للتفجير». وحضر الخبير العسكري الى المكان وعمل على تفكيكها، فيما بوشر التحقيق في الموضوع. وكان الجيش قطع طريق عرسال-اللبوة وفتّش السيارات لرصد السيارة بعدما وردت إخبارية للجيش عن دخول سيارة «كيا» إلى المنطقة لتفجيرها. واتّخذ الجيش بعد اكتشاف السيارة المفخخة إجراءات أمنية مشدّدة وعزّز مواقعه عن الحواجز الثابتة على طول طريق اللبوة - عرسال ووسّع رقعتها ما أدى إلى ازدحام للسير عند الحواجز في هذه المنطقة. ولفتت مصادر عسكرية إلى أن «طريق حاجز عين الشعب - ضهر الجبل التي ركنت السيارة بقربه هي من عرسال لكن لا يمكن التأكيد من أين انطلقت السيارة وبطبيعة الحال الطريق الالزامي أن تمر من البلدة إلى الحاجز ولكن إذا كانت دخلت من أي مصدر من الجرود فالسيارة تمكّنت من التسلل عبره إلى حاجز عين الشعب ويمكن أن تكون ركنت إلى جانب الطريق بسبب الاجراءات الامنية التي يتّخذها الجيش وأخذت إلى مركز عسكري في المنطقة». وأظهرت وسائل الاعلام صورة للسيارة وهي باللون الأبيض وتحمل اسم منطقة دمشق، فيما يواصل الجيش التحقيق في مسار السيارة ومكان انطلاقها والهدف منها. وواصل أهالي العسكريين الأسرى اعتصامهم المفتوح في ساحة الشهداء أمام الخيمة التي نصبوها إلى حين الافراج عن أبنائهم، ملوّحين بخطوات تصعيدية في الأيام المقبلة «إذا لم تبادر الدولة إلى تحرير المخطوفين». وانضم إليهم أمس المزيد من أهالي العسكريين من البقاع والقلمون والضنية. وأمل رئيس لجنة أهالي المخطوفين في عكار الشيخ أسامة زكريا بأن «يعود رئيس الحكومة تمام سلام من قطر بنتائج إيجابية». وسيضم الوفد الذي يتوجه إلى قطر بعد غد برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام للبحث في الوساطة القطرية وزراء الداخلية نهاد المشنوق، الصحة وائل أبو فاعور، الأشغال غازي زعيتر، العمل سجعان قزّي، الثقافة روني عريجي إضافة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. ورعى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك عملية تسليم المخطوفين من بلدة عرسال في دارة الشيخ محمد المصري - حور تعلا. وشكر يزبك أهالي حور تعلا والشيخين محمد ورضا المصري والجهود التي بذلت من أجل «ارجاع الضيوف»، وقال: «لم يكن بالعادة قطع طريق او القيام بعملية خطف من أجل اطلاق سراح ابنائنا وابننا العزيز المختطف. وسنكون الى جانب الدولة من أجل إطلاق سراح ابن الدولة وكل المخطوفين وعودتهم إلى أهلهم سالمين من اجل العيش الواحد الذي نعمل لأجله». وطالب الدولة وخلية الازمة بأن تسرعا في إطلاق سراح الجنود المخطوفين»، مشدداً على «وحدة اللبنانيين وقوتهم من خلال العيش المشترك والسلم الأهلي». وناشد: «الجميع الكف عن الخطابات المتشنجة واللامسؤولة، لأن المسائل تعالج بحكمة وروية والجراحات لا تعالج بالتشنج ورد الفعل والانفعال». وكشف «ان حزب الله وتكتل نواب بعلبك الهرمل بصدد دعوة كل المنطقة غداً الى لقاء عام يجمع الفعاليات لبحث موضوع قطع الطرقات كي لا تتكرر هذه المسألة». وقال الشيخ رضا المصري: «كبادرة حسن نية قررنا الافراج عن الضيوف». اما البريدي فرفض تسميته ب«المخطوف»، مشيراً إلى أن روحه «ليست أغلى من المخطوفين العسكريين لدى داعش». وقال: «لم نشعر للحظة بأننا كنا مخطوفين، ولو كنا علقنا بيد داعش لما تمكنا من العودة الى اهلنا».