أشعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس أركان حربه ايهود باراك حرباً جديدة باغتياله قائد كتائب عزالدين القسام احمد الجعبري وقصف مكثف على غزة لكل المواقع العسكرية والمدنية والحكومية. لقد قتل الإسرائيليون قبل ذلك أحمد ياسين وأبو عمار وأبوعلي مصطفى والشقاقي، ولم تنته التنظيمات ولا انتهت المقاومة، كما أن ايهود أولمرت في حرب غزة في كانون الأول (ديسمبر) 2008 لم ينجح في تحقيق أهدافه كما أراد على رغم ان نتانياهو لم يحدد أهداف الحرب وما اذا كانت مجرد رد فعل عنيف؟ لقد أرادها نتانياهو وباراك حرباً يملكان فيها حرية البدء والانتهاء، حتى يخرج كل منهما برصيد انتخابي وحرب جديدة تضاف الى جرائمهما العسكرية، كما ان الغطاء الأميركي اللامحدود سيساهم في زيادة غطرسة إسرائيل وتماديها إن لزم الأمر. وإذا كانت اسرائيل قد نجحت في السيطرة الجوية على قطاع غزة وفشلت في صد صواريخ المقاومة المتعددة والمختلفة، إلا أنها لن تتألم إلا بالعمليات الاستشهادية التي تشل حياة الإسرائيليين في شكل كامل. كذلك اذا تجددت هذه الحرب وإذا تمت السيطرة على القطاع، فإن إسرائيل ستعجز عن السيطرة على أهل القطاع مهما كانت أساليبها النفسية والقمعية والترويعية، وستفكر ملياً قبل السيطرة الكاملة على القطاع، ليس من باب العبء المدني والدولي من تبعات الاحتلال وإنما من باب انها ستعرّض قواتها لجبهة معادية في شكل يومي وخسائر كبيرة سواء واجهها أهل غزة بالسلاح أو بالسكاكين او أضعف الإيمان بالحجارة. وستتمادى إسرائيل في عدوانها كلما وجدت أن لا ضغوط دولية او عربية عليها، وحتى لو واجهت ضغوطاً فحليفتها أميركا ستتكفل بالفيتو في مجلس الأمن، لكن هذه المرة الرهان هو على الربيع العربي، فإذا تجددت الحرب فلا تستغربوا إذا وجدتم مقاتلين من ليبيا أو مصر وغيرهما هبّوا للقتال مع إخوانهم في غزة، فالمحاور الحقيقية للحرب على القطاع هي مرونة أهدافها وغموضها، فقد يوقفها نتانياهو إذا وجد الوسيط المناسب والضمانات المناسبة لوقف رد الفعل الفلسطيني المتواضع والبسيط المتمثل في حجة إسرائيل وهي الصواريخ، لكن الظاهر أن إسرائيل ستواصل سياستها العدوانية لتوجّه رسالة في المنطقة الى «حزب الله» وإيران وغيرهما بأنها سيدة الموقف وحاكمة الشرق الأوسط.