اختتم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي زيارته الرسمية فرنسا بلقاء حاشد مع الجالية اللبنانية دعت إليه السفارة اللبنانية في باريس لمناسبة عيد الاستقلال، وشارك فيه مئات من اللبنانيين من مختلف الطوائف والتيارات السياسية، وشخصيات فرنسية، من بينها وزيرة الثقافة الفرنسية ياسمينة بن غيغي وسفير فرنسا لدى لبنان باتريس باولي، وعاد ليلاً إلى بيروت. وألقى ميقاتي كلمة بالمناسبة قال فيها: «شعرت اليوم أكثر فأكثر بمدى اهتمام الرئيس الفرنسي بلبنان وحرصه عليه وعلى استقلاله ووحدته أرضاً وشعباً، وقد توصلت إلى خلاصة نتيجة اجتماعي مع الرئيس فرنسوا هولاند في الإليزيه عبرت عنها في لقائي مع الصحافيين عندما قلت إنني مطمئن كثيراً إلى وطننا، لأنني شعرت بمدى إخلاص الدول الصديقة للبنان، وعلى رأسها الدولة الفرنسية. في خلال كل الاجتماعات التي عقدتها، لمست هذا الأمر، كما أشكر للدولة الفرنسية احتضانها اللبنانيين الموجودين بيننا اليوم والذين يشعرون بأن فرنسا هي فعلا وطنهم الثاني، وهذا الشعور رسخته فرنسا ليس بالكلام بل بالممارسة أيضاً». وأضاف: «أنتم بالتأكيد تتابعون، تماما كما نتابع نحن أو حتى أكثر، الأوضاع في لبنان، وتواكبون كل الخضات والمشاكل والأوقات الفرحة التي يمر بها وطننا، وأقول لكم إنه مهما اشتدت الأزمة، لبنان محروس بإذن الله، وما من لبناني مخلص إلا يؤمن بلبنان وبالتعددية والتنوع والانفتاح الذي يتميز به. نحن مؤمنون بالانفتاح على الجميع بكل معنى الكلمة، ونؤمن أيضاً أن ليس في استطاعة أحد أن يعزل الآخر أو أن يقاطعه. يدنا ممدودة للجميع، وأنا متأكد من أن كل لبناني يده ممدودة للبناني الآخر وقلبه منفتح على محبة الآخر». وقال ميقاتي: «ليس هذا الوقت المناسب للمناكفات والشحن السياسي والطائفي والمذهبي، أو البناء على رهانات يعلم أصحابها أنها لن تحمل لوطننا إلا المزيد من المتاعب، والمطلوب منا اليوم اكثر من أي وقت مضى، التضامن بكل قوانا لتجنب تداعيات العواصف من حولنا بالقدر الممكن، وليس أفضل من الحوار والتلاقي وسيلة لتحقيق هذا الهدف. الحوار هو الأساس وأستغرب أن تتم الدعوة أحياناً إلى مقاطعته. ألم نتعلم أن لا حل إلا بالحوار؟ ألم نتمكن نحن اللبنانيين من معرفة بعضنا البعض بالحوار؟ لقد تربينا وتعلمنا في مدارس مختلطة، وليس ضرورياً أن يشاطرني من هو إلى جانبي الرأي، ولكن على الأقل يمكننا التكلم والتفاهم معاً للتوصل إلى ما يخدم خير هذا البلد. اليوم نحتفل بالعيد التاسع والستين للاستقلال، وأتمنى أن نكون دائما بخير، وأن تكون هذه السنة سنة نهاية الأحزان في لبنان، فنتمكن من الانفتاح بعضنا على بعض، وتكون الدولة قوية بمؤسساتها بوجود فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، لنسير معاً على الطريق الذي يتمناه كل لبناني مخلص». وتوجه ميقاتي إلى الحضور قائلاً: « كونوا على أمل كبير بلبنان، ولا تيأسوا من الغيوم السود فهي عابرة وزائلة، وستعود سماء لبنان صافية واعدة بالربيع الطويل، كما كانت وستبقى على الدوام».