لم يكد فواز الجعيد يدخل عش الزوجية ويفرح بقدوم توأمه، حتى بدأت الحلقة الأولى من مسلسل حزين ما زال مستمراً حتى الآن. جمل يعترض طريق فواز وأسرته، ويتسبب في وقوع حادث مروري ينتج عنه وفاة أحد التوأم. هذه هي الحلقة الأولى، ولكنها ليست سوى عنوان المأساة وبابها الكبير فقط. بعد ذلك لم يستطع فواز ممارسة حياته الطبيعية، إذ إن تغيراً واضحاً في شكل وجهه كان يذكره بالحادث ويحرمه السعادة. يقول فواز الذي حضر إلى «الحياة»: «قمت بإجراء جراحتين بعد الحادثة إحداهما في مستشفى حكومية في مدينة الطائف والثانية في الرياض»، مشيراً إلى أن رحلة العلاج بدأت بعد إجراء الجراحتين. ويضيف: «سعيت كثيراً في سبيل الحصول على العلاج، إلا أنني صدمت من رفض المستشفيات علاجي، حتى صدر أمر سامي من خادم الحرمين الشريفين بخطاب ومرسوم ملكي رقم 3045/ ب في 19-3-1430 (تحتفظ الحياة بنسخة منه) بعلاجي خارج المملكة في ألمانيا أو أميركا أو أية دولة متخصصة في جراحة العظام». ويلفت الجعيد إلى أن إدارة الهيئات الطبية والمكاتب الصحية في الخارج طلبت منه السير على خطة علاجية واضحة داخل السعودية كونه يعمل في القطاع العسكري، موضحاً أنه حاول البحث عن علاج بحسب توجيهات مسؤولي الهيئات الطبية الذين تجاهلوا الأمر الملكي. ويتابع: «لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قدم مستشفى الملك خالد في تبوك ومدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الملك خالد للعيون وعدد من المستشفيات العسكرية اعتذارات رسمية عن عدم علاجي، إضافة إلى اعتذار خطي من الطبيب المعالج الذي تابع حالتي من البداية، كما اعتذر رئيس الهيئة الطبية في منطقة تبوك من عدم إمكان استقبال حالتي واستمرار علاجي في السعودية، مع كتابة تقارير تخاطب الهيئات الطبية في وزارة الصحة بأنه لا يوجد لي علاج في المملكة»، (تحتفظ الحياة بنسخ من الاعتذارات).وعلى رغم اعتذار جميع المستشفيات، إلا أن الهيئة الطبية رفضت تنفيذ الأمر الملكي. ويستدرك فواز: «فكرت طويلاً في سبب هذا الرفض، وعندما استفسرت عن ذلك، شددوا على ضرورة البحث عن أي مستشفى تقبل علاجي بموجب خطة طبية مسبقة»، مؤكداً: «طلبوا إحضار خطابات رسمية صادرة من الوزير أو وزارة الصحة للعلاج في الخارج». قطع فواز حديثه، ثم قال: «لا أعلم ماذا يريدونني أن أفعل؟ فقد قدمت لهم خطابات رسمية من مستشفيات تعتذر عن عدم علاجي، وفي نهاية الأمر يتم طردي من مكتب الهيئة»، مبيناً أنه لا يعلم هل يلتفت إلى وضعه الصحي المتردي أم إلى مراجعاته المتكرر في سبيل علاجه. وتقدم الجعيد بخطاب رسمي إلى وزارة الصحة بخطاب رسمي يشرح من خلاله حالته الصحية، ووجّه الوزير فوراً بإتمام أمره، ولكن المعاملة حفظت من دون أي مبرر بعد إجراءات طويلة تخللها الكثير من الوعود الوهمية، «في الحقيقة أنا محتار ولا أعلم لماذا تتعطل أوامر علاجي مع أني أستحق العلاج بناء على ما لدي من تقارير طبية، والغريب أن هناك مستشفيات تعتذر وهيئة تصر على علاجي في المملكة». وتكشفت التقارير الطبية حقيقة إصابة المواطن بكسور مضاعفة وتهتك في الوجه ومنطقة الرأس وأجزاء متفرقة من الجمجمة، ما أدى إلى اختلاف واضح في ملامحه وفي تقسيمات الوجه الطبيعية، إضافة إلى إلحاق عيوب ومضاعفات في الصوت والنطق ومخارج الحروف وعلى الفكين والأسنان. وتحتفظ «الحياة» بخطاب حديث من مستشفى القوات المسلحة في الرياض موجّه إلى إدارة شؤون الهيئات الطبية يعتذر عن عدم علاج الجعيد.