الى جانب المصلحة السياسية لرئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتانياهو، في وقف اطلاق النار وعدم الدخول الى عملية برية، غير مضمون تحقيق الاهداف فيها، كشف في اسرائيل عن تخوفات كبيرة من مواجهة اسلوب دفاعي لدى حماس على طريقة الدفاع التي اتبعها حزب الله في حرب تموز، وهي بنموذجها وهيكليتها مقتبسة من نظام القتال الايراني، حسب الاسرائيليين . ويكثف الجيش تدريباته منذ ايام على كيفية مواجهة ما اطلقوا عليها خطة "قشرة البصل"، والمبنية وفق تقارير اسرائيلية تدعي ان خطة دفاع حماس، في عملية "عامود السحاب" مبنية على اسلوب الدفاع عبر طبقات، الاخيرة منها منصة اطلاق الصواريخ التي تطلق على اسرائيل، وهذه تشكل المهمة المركزية للجيش في عمليته البرية وسيكون مضطرا للوصول اليها بعد مروره بمراحل قتالية اخرى أي ما اطلق عليها "القشرة". هذه الطبقات، أي "القشور" بالنسبة للاسرائيليين، مؤلفة من مراحل، الاولى منها ستكون منذ انطلاق العملية البرية حيث يصطدم الجيش بوحدات استطلاع وكمائن في مناطق تمر منها المدرعات ووحدات الجيش، بينها مزروعة بالمتفجرات وقناصة فلسطينيين مهمتهم ملاحقة الجنود . وبحسب الجيش فان هذه المرحلة ما هي الا قشرة سيتجاوزها ليصل الى المرحلة الثانية. في هذه المرحلة سيواجه الجيش من جديد قناصة وعناصر من حماس مزودة براجمات مضادة للمدرعات لعرقلة نشاط الجيش ومنعهم من الوصول الى منصات الصواريخ وفي الوقت نفسه تحضير منطقة تتيح لهم استمرار اطلاق الصواريخ منها نحو اسرائيل. وضمن التقديرات الاسرائيلية فان عناصر حماس سينقلون صورة واضحة الى المشرفين على المرحلة الاخيرة من هذه الخطة، والتي اطلق عليها الاسرائيليون، قلب البصلة، وهي المنطقة الماهولة بالسكان وتتواجد فيها منصات اطلاق الصواريخ، وهناك ستدور المعركة الحاسمة بين الطرفين. في هذه المرحلة الاخيرة أي "قلب البصلة" تتوقع اسرائيل ان تكون حماس قد ضمنت جهاز دفاع ارضي لضمان استمرار اطلاق الصواريخ. امام هذا النموذج الذي يتدرب عليه الجيش، هناك تخوف حقيقي من تكبد خسائر فادحة للجيش . ومسؤولون سابقون في الجيش والاجهزة الامنية يحذرون من خطر الدخول الى عملية برية، وبعضهم يتوقع مفاجات اكثر مما تتضمنه خطة "قشرة البصلة"، خاصة وان الاسرائيليين على قناعة بان حماس تزودت بكميات كبيرة من المعدات المتطورة، بينها صواريخ كتف مضادة للطائرات والمدرعات، وهذه لوحدها تشكل قلقا كبيرا للاسرائيليين ويعتبرونها تحديا جديدا، لم يحسبوا حسابه.