أول ما بدأت أخبار استعدادات وزارة الصحة السعودية لإنفلونزا الخنازير، خصوصاً خطتها الاستراتيجية التي قيل إن دول الخليج اعتمدتها! سألت بعض الإخوة في القطاع الطبي الخاص، هل وصلتكم تعليمات عن كيفية التعامل مع حالات من هذا النوع؟ كانت الإجابة بالنفي، بعد فترة مناسبة أعدّت طرح السؤال، قيل لي: «علمنا علمك»، ولا بد مع تزايد حالات الوفاة وتنقّلها بين المناطق والأعمار من طرح أسئلة. الشغل الشاغل للوزارة، هو الطمأنة «لا داعي للقلق»، وهذا جزء من خبر نُشر «وطمأنت الوزارة الجميع أن حدوث حالات الوفيات في ظل تزايد انتشار فيروس (اتش1 ان1) المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير يعدّ أمراً متوقعاً حدوثه أسوة بما حدث ويحدث في بقية دول العالم». لكن وزارة الصحة في البحرين قلقة، وهي حذّرت؛ بل تتوقع تزايد حالات الإصابة بما يصل إلى ثلث سكان «البحرين» في حدود عام 2011، هي أيضاً توقعات منظمة الصحة العالمية، نُشر هذا في صحيفة «أخبار الخليج» البحرينية، وقامت الصحة هناك بإغلاق مدارس لإصابات حدثت فيها. المشهد الصحي يضعنا في خانة بين التخفيف والتخويف، لكن الحقيقة - مع تزايد عدد الوفيات - أن هناك مبرراً للقلق، ولا يتوقع ظهور نتائج تحقيقات اللجان في وقوع وفيات، تشكيل اللجنة لا يعني إعلان نتائج، ولو لم يحضر قريب المتوفى في القصيم إلى مؤتمر صحافي لوزير الصحة السعودي لربما طال أمد النظر في قضية الوفاة، لتدخل الدهاليز المعروفة مع ملابسات نشرتها بعض الصحف وأغفلتها أخرى، عن أسلوب تعامل الطبيب مع الحالة. من المعتاد أن يغضب طبيب، العالم الثالث، من تساؤل مريض عن إجراء اتخذه الأول أو لم يتخذه، «ح أو بتعلمني شغلي» من «الاستنكار» الطبي المعروف. الطبيب عليه ضغط في القطاع الخاص هو يلهث لمباشرة أكبر عدد من الحالات، وفي الحكومي لديه صف طويل من الانتظار ودوام يريد انتهاءه، هنا لن يقبل الأخذ والرد، وبحكم أن تعليمات منظمة الصحة العالمية للوقاية من إنفلونزا الخنازير تتمحور حول النظافة، هل يجرؤ أحد على سؤال الطبيب عن غسل يديه قبل مباشرة حالته؟ أو عن ذلك القفاز البلاستيكي هل هو جديد أو سبق استعماله؟ لا شك ستسوء العلاقة بين المريض والطبيب إذا ما طرح مثل هذا التساؤل. إشكالية القفاز؛ هل هو لحماية الطبيب من المريض أو حماية للطرفين، ذكرني ذلك برواية صديق ثقة عن طبيب فشل مرات عدة في الحصول على الرخصة، إلى أن ركب صاروخاً فحصل عليها، ومن مميزاته أنه يرتدي قفازاً واحداً يلتصق بجلده ربما طوال الدوام! يسأل البعض ما هو الحل؟ والحل أن يصبح التزام الطبيب بغسل اليدين ولبس القفاز الجديد أمام المريض شرطاً لكفاءته أو سحب رخصته، أمّا السلام فلا تصافح، بل تذكر «ولا سلام من بعيد»! www.asuwayed.com