تعاني بلدة التوبي (محافظة القطيف)، من نقص «شديد» في الخدمات المختلفة، على رغم المساعي التي يبذلها الأهالي للخروج من هذا «المأزق»، الذي بات سمة من سمات البلدة. وتقع التوبي، على مساحة 300 ألف متر مربع، في الجزء الغربي من محافظة القطيف، وهي إحدى البلدات العتيقة، التي اشتهرت بكثرة بساتينها، إذ تحيط بها من كل اتجاه، كما تميزت البلدة بإنجاب عدد من الشعراء المعروفين على مستوى المنطقة. وباتت هذه البلدة محاضرة بالحفريات من كل جانب، فيما تسيطر عليها روائح المياه «الآسنة»، فضلاً عن انقطاعات المياه المتكررة، التي تبلغ ذروتها في إجازة نهاية الأسبوع. ويلجأ الأهالي إلى تعبئة خزانات المياه من طريق الصهاريج المكلفة مادياً، فيما تخلو البلدة حتى الآن من أي مبنى حكومي غير مستأجر. ولا يمكن لأطفال البلدة أن يمرحوا في مساحات خضراء، بسب عدم وجود حدائق في التوبي، بل إن بعض شوارعها مُعتمة ليلاً، لعدم وجود مشاريع إنارة في بعضها، وعدم صيانة أعمدة الإنارة في البعض الآخر. ويروي سعيد البحراني، وهو أحد أعضاء مجلس الحي، بمرارة عن «الإهمال» الحاصل في هذه البلدة، مشيراً إلى أن عدداً من شوارعها «غير مسفلتة، وبعضها لا يزال قيد الصيانة منذ سنوات طويلة، بعد أن هجرها المقاولون، وغابت عنها عيون البلدية». ويلفت البحراني إلى عدم وجود مبان حكومية، «فجميع الإدارات تقع في مبان مستأجرة، بما فيها المدارس، على رغم وجود مساحات كبيرة من الأراضي، التي عرضناها على الجهات المعنية، إلا أن وعودهم تتبخر في تكوين لجان وهمية، لم نر نتائجها إلى الآن». ويسرد عن معاناة طلاب البلدة، «الفصول مزدحمة، والمدارس مستأجرة. ويضم الفصل الواحد نحو 30 طالبة، ومدارسهن لا تقيهن الحر ولا البرد القارس». ويؤكد أن الشوارع «هشة، بسبب فساد المقاولين، حتى أننا اعتدنا على انفجار أنابيب المياه بصورة متكررة، ما يسهم في تعطيل الشوارع لأيام عدة، من دون اهتمام جهة ما بحل هذه المشكلة». ويذكر أن شوارع البلدة «تحتاج إلى تخطيط جديد، وإعادة نظر من الجهة المسؤولة، فمعظم أبناء القرية يلجأون إلى استخدام الطرق بصورة عكسية، لعدم وجود مخارج مفيدة حتى الآن في بعض الشوارع».