تراجع النشاط التجاري للتجزئة في لبنان، بنسبة 8.5 في المئة في الربع الثالث من السنة، وفق رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الذي أكد أمس أن «هذا الانخفاض ملحوظ»، مقارنة بالحركة المحققة في الفترة ذاتها من العام الماضي، «بعد أخذ معدّل التضخّم الرسمي لهذه الفترة في الاعتبار والبالغ 10.30 في المئة». وأعلن شماس بياناً عن «مؤشر جمعية تجار بيروت - فرنسبنك لتجارة التجزئة» عن الربع الثالث من السنة، يحتسَب بالتعاون مع إدارة الإحصاء المركزي اللبنانية، شدد فيه على «المساهمة الفعلية لهذا المؤشر في تحسين الرؤية المهنية لدى القطاع التجاري». وأوضح البيان أن «الأداء الضعيف الذي شهدته قطاعات التجارة بالتجزئة خلال الربع الثالث من هذه السنة، والذي يُظهر استمرار الوضع المتأزّم الذي كنا بدأنا ملاحظته في الربع الثاني، يعزّز التوقّعات بتباطؤ في النشاط الاقتصادي عموماً هذه السنة»، ورأى في الأمر «الانعكاس الطبيعي لتضافر عدد من العوامل السلبية في الفترة الأخيرة، وأهمّها «التأنّي الملحوظ في إنفاق المستهلكين سواء على السلع الأساسية مع تراجع بلغ 20 في المئة على الملبوسات، و18 في المئة في في قطاع التعليم - المكتبات، و17 في المئة في قطاع المشروبات، و 16.5 في المئة في قطاع الأحذية، و6.6 في المئة في قطاع المأكولات، و5.8 في المئة في قطاع التبغ والتنباك وقطاع العطور ومستحضرات التجميل». وفي قطاع السلع المعمّرة، لفت البيان إلى انخفاض بلغ 38 في المئة في قطاع الأثاث والتجهيزات المنزلية، و19 في المئة في قطاع الإلكترونيات والمعدّات المنزلية». أما القطاع الأساسي الوحيد الذي سجّل تحسّناً في الربع الثالث من هذه السنة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فهو «قطاع المحروقات، إذ بلغت نسبة الزيادة الحقيقية في كمية المبيعات، 7.11 في المئة، ويمكن ربط هذا الوضع بالتراجع الذي شهدته أسعار المحروقات خلال هذه الفترة، ما يُظهر بوضوح شدّة الحساسية تجاه الأسعار في قطاع المحروقات». ولم يغفل بيان جمعية تجار بيروت، «نسبة تأثّر الاقتصاد اللبناني الشديد بوزن إنفاق الزوّار الخليجيين الذين غابوا عن لبنان نتيجة الظروف المحلية والإقليمية». وأفاد بأن «مؤشر جمعية تجار بيروت - فرنسبنك لتجارة التجزئة» بلغ 99.97 نقطة». وخلُص في ضوء هذه الأرقام، إلى أن النشاط التجاري «لم يشهد في الفترة ركوداً فحسب، بل بدأ يسجل إشارات انحسار، تأكيداً لما سبق وحذّرنا منه».