خسر شريف متجره الصغير للبقالة في سورية، بعدما اضظر لبيعه عندما اشتدت الحرب ليتمكن من تدبير نفقات رحلة خروجه مع أسرته إلى العراق، حيث أقام مع زوجته وأبنائه الأربعة في خيمة في مخيم "دوميز"، معتمداً على مساعدات منظمات الإغاثة. وقال شريف إن "مخيم دوميز كان مزدحماً في بداية وصول اللاجئين من سورية. وكانت الأوضاع فيه سيئة، لكنها تحسنت تدريجياً بمساعدة حكومة إقليم كردستان ومنظمات الإغاثة الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة. وبعد أكثر من ثمانية عشر شهراً من وصول شريف إلى دهوك، تمكّن الرجل من فتح مخبز آلي صغير في مخيم "دوميز". ورأى شريف قبل بضعة أسابيع في نشرات الأخبار على شاشات التلفزيون نزوحاً جماعياً لآلاف العراقيين من ديارهم في منطقة جبل سنجار هرباً من أعمال العنف، بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مساحات كبيرة من الأرض في شمال البلد. وقال شريف إن مشاهد نزوح العراقيين أعادت إلى ذاكرته الظروف القاسية التي مر بها، وحفزه ذلك على تقديم مساعدات للنازحين العراقيين. وكان شريف في الأسبوع الأول لبدء تشغيل مخبزه يوزع يومياً أربع مئة كيس خبر، في كل واحد ارغفة عدة على النازحين العراقيين. وقال مواطن عراقي من النازحين إلى دهوك يدعى رمضان: "اللاجئون السوريون الذين مروا بظروف صعبة يقدمون لنا الطعام والخبز. هؤلاء يعملون بجد لكسب بعض المال ثم يقدمونه إلينا، يعطوننا كل ما لديهم. هؤلاء الناس سكان المخيم لا يتوقفون عن إحضار الخبز لنا ويسعدون بتقاسم كل ما عندهم معنا، نحن ممتنون حقاً لهم". ويشترك اللاجئون السوريون والنازحون العراقيون في دهوك في حلم العودة إلى الديار سالمين في يوم يتمنون أن يكون قريباً. وقال شريف "أتمنى أن يتحسّن الوضع وأن يرحل الإرهابيون من مكانهم ليتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم ونحن كذلك، أتمنى أن نعود كلنا إلى حياتنا الطبيعية". ولجأ إلى إقليم كردستان في شمال العراق زهاء مئتي ألف سوري و850 ألف نازح عراقي يتلقون مساعدات من مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ومن حكومة كردستان ومن منظمات أخرى.