فتح المتخصص في الإعلام الرقمي عمار بكار باب النقاش في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حول المستقبل المنتظر لصناعة الإعلام الجديد، و«سطو» بعض الصحف الإلكترونية على نتاج الصحف الورقية. واعتبر بكار أن «الطريق طويل أمام الإعلام الجديد»، مستشهداً بمقالة نشرت في هذه الصفحة الأسبوع الماضي، تحت عنوان: «سرقة عيني عينك!». وأضاف: «لا شك أن الوقت يركض، ولكن الطموح بأن يصبح الإعلام الإلكتروني في قمته يجعلنا نتوقع الكثير، وهذا يحتاج الكثير من الجهد والاستثمار». واتفق الكاتب الاقتصادي طارق الماضي مع ما ذهب إليه بكار، قائلاً: «التغيير سيكون جذرياً على صعيد الأسلوب والمحتوى والقدرة على الاحتواء، وإعطاء مرونة للعامل البشري». فيما نفى الإعلامي عبدالله القحط، وجود صحف إلكترونية حقيقية في الوقت الحاضر، وغرد: «مع كامل احترامي، لا يوجد لدينا صحف إلكترونية بالمعنى الحقيقي، وما لم ترصد مبالغ وتعين طواقم متمكنة فلن تكون أبداً». واستطرد: «المواقع الحالية تعتمد على أخبار جاهزة ونسخ يشبه السرقة إن لم يكن كذلك». وبدوره، اعترض رئيس قسم الاتصال في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعود كاتب على وصف الصحف الإلكترونية بهذا السوء، مؤكداً وجود نماذج جيدة: «أعتقد أنها فرضية خاطئة تلك التي تتحدث عن كون الصحافة الرقمية صحافة هواة تعيش على سرقة المحتوى وتعجز عن إنتاجه». وتابع مستعرضاً تجارب في هذا المجال: «عندما أغلقت كريستيان ساينس منيتور (صحيفة أميركية) وغيرها مثل النيوزويك (مجلة أميركية) وتحولت بالكامل إلى رقمية... هذا إعلام جديد محترف وليس إعلام هواة يسرق المحتوى». وتساءل المغرد إبراهيم الماجد عن صحة إطلاق مسمى الصحافة الإلكترونية على بعض مواقع الصحف الورقية قائلاً: «السؤال الذي يطرح نفسه هل مواقع الصحف الورقية تعد من الإعلام الرقمي أم من الإعلام الورقي؟ .. إجابة السؤال تحدد الموقف». وردّ عليه الدكتور عمار بكار موضحاً رؤيته: «هناك دراسات تميز بين النشر الإلكتروني للصحافة الورقية وبين الصحافة التي صنعت بشكل خاص للمنصات الإلكترونية»، معتبراً أن مواقع الصحف الورقية: «إعلام رقمي في حالة تحول غير مكتملة بعد». واعتبر أستاذ الإنتاج التلفزيوني في جامعة الإمام الدكتور مساعد المحيا أن المواقع التابعة للصحف ما زالت بحاجة إلى الكثير من التطوير. وقال: «الصحف الورقية لدينا لم تستثمر وتستوعب في نسخها الإلكترونية السمات الاتصالية للإنترنت». وأضاف: «النسخ الإلكترونية لصحفنا المطبوعة لا تزال تفكر بعقلية أن النسخ المطبوعة أهم، وتدخر أخبارها لها».