أثار تحرير الردود والتعليقات على المواقع والصحف الإلكترونية, جدلا واسعا بين الحاضرين في ورشة علمية أقيمت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حول (الخصائص المهنية للإعلام الجديد), حيث طالب عدد منهم بضرورة ترك التعليقات كما هي دون تدخل, باعتبار أن من حق القارئ أن يقول ما يشاء. من جهته, انتقد الدكتور عمار بكار, الذي حاضر في الورشة, قيام الصحف الورقية بنشر نسخ منها على مواقعها على شبكة الإنترنت في محاولة للحاق بالصحف الإلكترونية, مشيرا إلى أن المحتوى المكتوب للصحف الورقية لا يصلح للنشر على الإنترنت, لأنه كتب على أساس نشره في الورقية. وقال: عندما تجد وقتا في المساء للدخول على الإنترنت فإنك لن تجد ما يدفعك لقراءة الصحف الورقية على الإنترنت, لأنك قرأتها في الصباح, وهذا يجعل لكل نوع من الصحف خصائصه التي قد يُغفلها بعضهم. وحول مستقبل الإعلام الجديد, أوضح بكار أن هناك سرعة إنترنت قادمة, خصوصاً بعد إطلاق (الواي ماكس) وعمل الشركات المقدمة للخدمة على (الفيبر أوبتك) وتأسيس شركة iptv, كما أن زيادة استخدام الجوال ومعالجته للجيل الثالث والتحول نحو الأحدث؛ ستؤدي إلى حدوث تحول كبير لهذا النوع من الإعلام, خصوصا مع زيادة سيطرة الجرافيكس والمجتمعات الافتراضية. وأضاف: من المتوقع أن يكون لكل شخص شبكة خاصة به تلبي احتياجاته، وهناك تقدم في البحث حول web3)), الذي لا يزال في المختبرات, والذي سيحول النص إلى نص ديناميكي ذكي تقوم الأجهزة بتحليله دون تدخل بشري, كأن يكتب الباحث سؤالا في خانة البحث ليجد الإجابات متوافرة من خلال ما هو موجود على الشبكة. وأشار بكار إلى أن سرعة التغيير أسهل لدى المتصفح الإلكتروني من القارئ الورقي؛ فالأول (الماوس) تحت يده ولا يتطلب التحول من موقع إلى موقع آخر سوى ضغطة زر. ورأى أنه من حق الزائر أن ينشر رأيه كما هو دون تحرير. من ناحية ثانية, حذر بكار القائمين على المواقع الإلكترونية من التسرع في نشر الأخبار, مشيرا إلى أن أكبر قضية تعانيها شبكة الإنترنت هي فقدان المصداقية, خصوصا مع وجود مستخدمين يقدمون الشك فيما يطرح على الشبكة. وانتقد بكار عدم دعم الحكومات العربية لمشاريع الإنترنت, ما أدى إلى تحول كثير من المستخدمين إلى المواقع الأجنبية.