التونسي فتحي الجبال اسم لم يكن يعرفه الكثيرون في ملاعب كرة القدم السعودية قبل خمسة أعوام، عندما قدم مطلع موسم 2008/2009 لتولي مهمة القيادة الفنية لفريق الفتح الذي كان حينها يقبع في دوري الدرجة الأولى، إلا انه بمرور الوقت ومضي السنوات أصبح اسماً رناناً وتحول لحال فريدة من نوعها، ليس على مستوى الملاعب السعودية، وإنما على مستوى كرة القدم الخليجية بشكل عام، إذ لا تعترف الكرة السعودية والخليجية بالاستقرار الفني كثيراً، ولا تملك بالاً طويلاً تصبر من خلاله على المدربين، فإدارات الأندية ومع أول تعثر لفرقها يكون المدرب هو «كبش الفداء» الجاهز للإطاحة به. الجبال كسر تلك القاعدة باستمراره لخمس سنوات متواصلة مدرباً لفريق الفتح، إذ استطاع بفضل ما يملكه من حنكة «فنية» تدريبية وذكاء تكتيكي قاد بها فريقه إلى المنافسة على صدارة دوري المحترفين في الموسم الحالي للمرة الأولى في تاريخ النادي المنتمي لواحة النخيل «محافظة الاحساء»، في «صناعة» فريق ينافس على صدارة الدوري، وليس على «البقاء» فقط ضمن «دوري الأضواء والشهرة». نتائج الفتح اللافتة في جولات الدوري الماضية جعلت من المدرب الجبال مطلباً جماهيرياً لأنصار النادي «الحساوي»، فلم يتوقع اشد المتفائلين من جماهير النموذجي بأن يظهر مستوى الفريق بالصورة الحالية «المشرفة» والجميلة «فنياًً» و«نتائجياً»، إذ حقق الفريق الفتحاوي انتصارات عدة حصد بها مكاسب كبيرة، وبلغ بها صدارة الدوري لثلاث مرات، آخرها أول من أمس على ملعبه في الاحساء عندما أنتزع صدارة دوري «زين» من الهلال إثر فوزه على فريق الاتحاد بهدفين في مقابل هدف. وبعد بلوغ الفتح الموسم الماضي ل«قائمة الابطال» التي شاركت في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين إثر حصوله على المركز الثالث كأس الابطال، وايضاً تأهله للمشاركة في بطولة كأس العرب للاندية التي انطلقت أخيراً، يطمح في هذا الموسم فتحي الجبال لبلوغ «الدوري الآسيوي» الأكبر على مستوى القارة (دوري أبطال آسيا) في النسخة المقبلة.