أعلنت وزارة البيشمركة أن الهدوء بات يخيم على المناطق المتنازع عليها في طوز خورماتو، شرق محافظة صلاح الدين، عقب احتواء الأزمة مع قيادة «عمليات دجلة»، فيما أكد قيادي في حزب الرئيس جلال طالباني، منتقداً «العمليات» أن «مهام الجيش العراقي لا تنسجم مع تشكيل قوة تفرز التوترات». وتصاعد التوتر بين «البيشمركة» الكردية والجيش، إثر مقتل شخص وإصابة أكثر من 11 شخصاً، في اشتباك وقع الجمعة بين قوة من «قيادة عمليات دجلة» ومسؤول كردي محلي رفض الامتثال لأوامر نقطة تفتيش في قضاء طوزخرماتو. وقال الأمين العام لوزارة «البيشمركة» الفريق جبار ياور ل «الحياة» إن «الأوضاع هادئة، والمشكلة انتهت، وقد نتجت من حادث عرضي، وتوصلت لجنة التحقيق في القضية إلى أن الحادث غير مرتبط بالوضع السياسي، وقررت إحالة القضية على المحاكم المدنية». وأضاف أن «وزير البيشمركة اجتمع مع الأحزاب السياسية التي كانت متخوفة من تعرض المنطقة لاعتداء، وطمأنهم إلى أن الأوضاع تحت السيطرة». وعما إذا كانت الوزارة رصدت انسحاب الجيش أو إرسال قوات إضافية من «البيشمركة» إلى المنطقة، قال إن «القوات العراقية موجودة على الأرض كما كانت سابقاً، ولم نرسل تعزيزات إضافية من البيشمركة إلى المنطقة، وما حصل كان تأهباً من الطرفين بهدف السيطرة على الوضع كي لا يتطور إلى الأسوأ»، وزاد إن «كل المناطق المتنازع عليها من ديالى إلى الموصل، تضم مراكز وقوات مشتركة من الجيش والبيشمركة، ولها دوريات ونقاط مشتركة، ولا نعاني أي مشكلة من هذه الناحية». وكان رئيس الإقليم مسعود بارزاني حذر أول من أمس في بيان من «المحاولات التخريبية التي تريد أن تجر العراق نحو الاحتقان». وأضاف: «هناك محاولات للنيل من الروابط بين الأكراد والعرب بشكل عام والأكراد والشيعة بشكل خاص»، داعياً «الشعب الكردي إلى الاستعداد لمواجهة أي حدث غير محبذ، والبيشمركة إلى ضبط النفس، والاستعداد للتصدي لأي تطاول وتجاوز عدائي، لذلك فقد طلبت من وزارة البيشمركة أن تتخذ التدابير اللازمة». إلى ذلك، قال القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» سعدي بيره ل «الحياة إن «ما حدث كان عرضياً، وغير مرتبط بالوضع السياسي. صحيح أن هناك أزمة في هذه المنطقة، والخلافات تدور حول صلاحيات وتعريف قيادة عمليات دجلة، التي أفرزت المشاكل، لأن تعريف الجيش العراقي لا ينسجم مع وجود هذه القيادة في كركوك، فالجيش مهمته هي حماية الحدود الدولية، وهنا يفترض تشكيل خلية لحل الأزمات وليس لخلقها». وأضاف أن «الهدوء سيعود إلى المنطقة، كوننا أبناء بلد واحد، والكثير من الكلام نقل أو فسر خطأ». وعن وجود بوادر انشقاق في التحالف الشيعي - الكردي، قال بيره إن «هذا التحالف لم يشكل بأمر من شخص أدلى بتصريح كي يتصدع، فهو يتماز بجذور قوية ومرتبط بأيام النضال، وتعرفنا إلى بعضنا في المشانق وخنادق المقاومة».