اعتبرت جهات اسرائيلية ان الجيش "استنفذ" امكانية تحقيق اهداف العملية العسكرية "عامود السحاب" عبر القصف الجوي، وهو ما يجعل النقاش محتدماً حول العملية العسكرية. ففيما يدعو قياديون عسكريون ووزراء في الحكومة الاسرائيلية الى ضرورة توسيع العمليات والدخول في عملية برية الى غزة، يسعى رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، الى تخفيف حدة الضغوط على اسرائيل من قبل مصر والولايات المتحدة، حول العملية البرية، ويطرح امكانية التوصل الى تهدئة مع حماس بشروط تضعها اسرائيل ولا تظهر حركة حماس منتصرة، مهددا ان بلاده ستكثف قصفها اذا لم توافق حماس على شروط اسرائيل لوقف اطلاق النار. ومنذ مساء الاحد، ارتفعت اثارة الاجواء الحربية الى ذروتها، حيث شهدت شوارع رئيسية بين مدن كبرى حال استنفار غير مسبوقة للجيش والشرطة واغلاق كبرى الشوارع لدخول عشرات المدرعات والحافلات العسكرية اليها، في مقابل قصف مكثف للصواريخ الفلسطينية واعتراف اسرائيل بان الحركة تمتلك صواريخ ايرانية بعيدة ومتوسطة المدى، قادرة على تهديد مدن مركز اسرائيل، وحتى ما بعد تل ابيب. هذه الوضعية جعلت الاصوات الداعية الى عدم تنفيذ عملية برية تتفوق على الاصوات الداعية الى تنفيذها، للمخاطر المتوقعة من هذه العملية. وقد اجرى نتانياهو اتصالات مكثفة مع الرئيس الامريكي، باراك اوباما، وجهات دولية اخرى في محاولة لفرض شروط التهدئة بالشكل الذي تريده اسرائيل. وضمن ما يتوقعه اسرائيليون ان يطرح نتانياهوالالتزام بعدم المس بقادة حماس وبرفع الحصار عن قطاع غزة، مقابل وقف التزود بالصواريخ وبجعل غزة منزوعة السلاح وتحت إشراف دولي، باعتبار ان عدم وجود مثل هذه الشروط فان حماس سيعود من جديد للتزود باسلحة اكثر تطورا تحضيرا لجولة الاشتباكات المقبلة.