عزز الجيش اللبناني وجوده وانتشاره في مدينة صيدا (جنوب لبنان) امس، غداة الاعتداء الذي تعرض له «مجمع الزهراء» (منتصف ليل اول من امس) اذ اقدم مجهولان على اطلاق النار على المجمع بعدما تسللا من خلف تلة ترابية تشرف عليه، ورد حراس المجمع على مصادر النيران ولم يبلغ عن وقوع اصابات، وذلك في وقت اعلن إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير «ضرورة تأليف كتائب مقاومة صيداوية، في ظل التحديات والتهديدات التي لم تتوقف من العدو الصهيوني على لبنان والمنطقة»، لكنه علّق قرار تأليفها، «افساحاً في المجال لمزيد من المشاورات والنصائح من كل شريف وغيور حتى لو كنت على خصومة معه، إلاّ من حزب ايران لأن بيني وبينه دماً». وعقد الشيخ الأسير مؤتمراً صحافياً ظهراً في مكتبه في منطقة عبرا شرق صيدا، وناشد «بعض قيادات «14 آذار» تقبّل الآخر، لأن التديّن سيكثر ويزداد في المنطقة وبالتالي لا بد من التعايش معه وعدم دفعه الى الظلمة». وأعلن الاعتصام المفتوح في المسجد استنكاراً لما يجري في غزة وسورية. وتوجه الى الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله بالقول: «إلى حسن نصرالله ومن معه في حلفه، لا بدّ ان اعترف لك وهذا من إنصافنا بأنك استطعت فعلاً ان تطوّع الدولة لخدمة مشروعك، أي مشروع ايران، استطعت أن تقتل وتبطش في لبنان وسورية لمصلحة مشروعك كما ترى ولا أحد يحاسبك، استطعت أن تفسد العباد والبلاد من الأدوية وحماية الفاسدين، ولا أحد يحاسبك، لكنني أقول لك كلاماً تفهمه جيّداً «لا تحسبن الله غافلاً عما يعمله الظالمون» و «إن الله لا يمهل الظالم» حتى إذا أخذه لن يفلت». ووصف «بعض وسائل الإعلام بالمأجورة والموجهة»، وقال: «لكل من يحاربنا، من قيادات 14 آذار والسيد نصرالله ومشروعه وبعض وسائل الإعلام وكل من يشتهي ذلك، أقول له: هل تظنون أن بحملتكم المسعورة علينا ستنتهي قضيتنا؟ كل ما قام به احمد الأسير انّه رفع صوت ألم غالبية اللبنانيين، لذلك تعاطفت معه غاليبة المتألمين. انتم تستطيعون ان تسكتوا هذا الصوت عبر قتلي، كما كان يحاول أمس السيد نصرالله، لكن هل تستطيعون أن تلغوا الألم من صدور المتألمين في عكار والعريضة والبقاع والطفيل وبيروتوالجنوب وشبعا وكفرشوبا وصيدا والإقليم وسعدنايل، لن تستطيعوا الى ذلك سبيلاً. لن نتراجع عن ثورة الكرامة في لبنان مهما قتلتم منا». وطالب الدولة ب «العدل والعدالة». واعتبر ان الصور التي رفعت في صيدا لا علاقة لها بذكرى عاشوراء انما هي صور للسيد نصرالله ورايات ل «حزب الله».