على رغم الجهود المصرية التي تبذل، منذ يوم امس، للتوصل الى تهدئة بين حماس واسرائيل الا ان التصريحات التي يطلقها متخذو قرار الحرب على غزة تثير اجواء تصعيد حربي نحو عملية برية واسعة. وتصدر تهديدات الاسرائيليين اليوم، وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، الذي اكد على ضرورة تنفيذ العملية البرية في ظل تصعيد اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل الى ما بعد بلدات الجنوب نحو تل ابيب والقدس. وفيما طمأن ليبرمان ان بلاده لا تريد حربا اقليمية جديدة اكيد على عدم انهاء عملية "عامود السحاب" من دون تنفيذ ثلاثة اهداف رئيسية لها، وهي استعادة الهدوء إلى منطقة جنوب البلاد واستعادة الردع الإسرائيلي والقضاء على مخزون الصواريخ البعيدة المدى للتنظيمات الفلسطينية في غزة. كما اكد انه في حال المباشرة بعملية برية لايجوز وقفها بل يجب الذهاب حتى النهاية وتحقيق الاهداف"، على حد قول ليبرمان. ومع وصول الصواريخ الى تل ابيب والقدس حظي متخذو قرار عملية "عامود السحاب" بدعم مطلق للاحزاب الاسرائيلية، باستثناء حزب ميرتس، الذي حذرت رئيسته، زهافا غلئون، من هجوم بري داخل قطاع غزة معتبرةً أن تجربة الماضي تدل على أن العمليات البرية تجلب التعقيدات وسفك الدماء. واتهمت غلئون الحكومة بجرّ إسرائيل إلى حرب مخادِعة أخرى داعية إياها إلى المبادرة لاطلاق مفاوضات مع حماس عبر الوساطة المصرية أو الدولية لضمان استتباب الهدوء وحماية المواطنين الإسرائيليين بأفضل طريقة. اما زعيمة حزب العمل، شيلي احيموفتش، التي تعتبر الشخصية الاكثر عدائية للحكومة الاسرائيلية، فقد برزت بدعمها لقرارات رئيس الحكومة،بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه، ايهود باراك، واعلنت انه لا يمكن التحلي بضبط النفس ازاء الاعتداءات المتواصلة على جنوب البلاد. وبراي زعيمة حزب العمل فان هناك اهمية للشرعية الدولية المقدمة لاسرائيل وضرورة انهاء العملية بالتنسيق مع المجتمع الدولي وبعد تحقيق أهدافها الأساسية التي رأت أنها تقع في متناول اليد"، على حد قول احيموفتش. الى ذلك يعقد باراك، في هذه الأثناء، جلسة مشاورات مع رئيس الأركان بيني غانتس وكبار مسؤولي الدوائر الأمنية والمخابراتية لتقدير الموقف. وذكر الناطق بلسان وزارة الدفاع أن العملية في غزة مستمرة كما خطط لها شأنها شأن إجراءات استدعاء المزيد من جنود الاحتياط". ورأى ان تهديدات حماس بتصعيد الوضع تأتي من باب الحرب النفسية.