تواصلت الاحتجاجات على زيادة الأسعار في الأردن حتى وقت متقدم من مساء أمس، وتخللها اشتباكات مع قوات الشرطة والدرك واعتقالات، وشهدت للمرة الأولى رفع شعارات طالبت بإسقاط النظام، رغم أن جماعة «الإخوان المسلمين» تبرأت منها. وليل أمس اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان الملك عبدالله الثاني الغى زيارة كان سيقوم بها الى لندن الاسبوع المقبل. وعمت تظاهرات صباحية ومسائية مناطق مختلفة في البلاد، بدءاً من العاصمة ومدن معان والكرك والطفيلة والشوبك (جنوب) وإربد والرمثا وعجلون وجرش (شمال) والسلط ومادبا وذيبان (وسط) والمفرق (شرق) تعاملت مع بعضها قوات مكافحة الشغب. وتمكن مئات المحتجين مساء أمس من الوصول إلى مقر الديوان الملكي في منطقة رغدان بوسط العاصمة الأردنية، رافعين شعارات منددة بقرار رفع الأسعار وأخرى مطالبة ب «إسقاط النظام»، بعد أن فشل نحو 15 ألف متظاهر رددوا الشعارات ذاتها في الوصول إليه ظهراً. كما فرضت قوات الدرك طوقاً أمنياً مشدداً على دوار الداخلية وسط عمان لليوم الرابع على التوالي، ومنعت حركة السير في جميع الطرق المؤدية إليه، إضافة إلى إغلاق منطقة جبل الحسين الحيوية في وقت متقدم من ليل الجمعة - السبت، واعتقلت عدداً من المتظاهرين. وشهد الأردن بعد صلاة الجمعة امس عشرات الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات التي انطلقت في العاصمة عمان والمدن والقرى الأردنية إضافة إلى المخيمات الفلسطينية، وسط هتافات تصعيدية أطلقها الآلاف من كوادر جماعة «الإخوان المسلمين» الذين رفعوا للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات بالأردن قبل عام ونصف العام شعار «إسقاط النظام». لكن الرجل الثاني في الجماعة زكي بني ارشيد، نفى أن يكون «الاخوان» غيروا خطابهم وسقف هتافاتهم، وقال ل «الحياة» إن «شعار إسقاط النظام أصبح متداولاً بعد أن كان يردد بشكل معزول في الأيام الماضية». وأضاف: «المطلوب قرار حاسم وانعطافة سريعة من الملك، لتهدئة الأوضاع في الشارع، قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة». وأكد بني ارشيد أن جماعته ملتزمة شعار «إصلاح النظام»، قائلاً إن «كوادر الحركة المتواجدين في الشارع لا يعبرون عن قرارات الجماعة وإنما مؤسساتها الرسمية». لكنه أوضح أن «حركة الشارع يجب أن تلتقط بشكل جيد». وتعرض مقر «الإخوان» في محافظة مادبا (شرق) للحرق والتخريب من قبل مجهولين. وحالت قوات الدرك دون وقوع اشتباك بين تظاهرتين في المدينة الأولى نظمتها الحركة الإسلامية وأخرى مؤيدة للحكومة. وتدحرجت كرة الاحتجاجات نحو المخيمات الفلسطينية (شرق البلاد وشمالها)، وشهد مخيم البقعة أكبر مخيمات اللاجئين احتجاجات شعبية عارمة، استخدمت فيها قوات الدرك الغاز المسيل للدموع، لتفريق المحتجين، وكذلك في مخيم الحسين وسط عمان، ومخيم «عزمي المفتي» في الشمال.