كابول، لندن، واشنطن - رويترز، أ ف ب - قتل أربعة جنود أميركيين وثلاثة جنود بريطانيين في هجمات شنت بتفجير قنابل زرعت على جانب طرق في أفغانستان خلال الساعات ال24 الاخيرة، في وقت يتفاقم العنف قبل ايام من تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في عشرين الشهر الجاري، ما يشكل المرحلة الاخطر التي تمر بها الحرب في البلاد بعد ثماني سنوات على اندلاعها. ورفع ذلك الى 18 حصيلة قتلى الجنود الاجانب في الأسبوع الاول من الشهر الجاري، ما يجعلها قريبة من الشهر الماضي الذي اعتبر أكثر الشهور دموية في الحرب في ظل سقوط 76 جندياً أجنبياً. ومنذ الأول من آذار (مارس) الماضي، فاق عدد الجنود الاجانب القتلى في أفغانستان حصيلتهم في الفترة بين عامي 2001 و2004. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن ثلاثة جنود من وحدة المظلات قتلوا في انفجار في ولاية هلمند (جنوب)، فيما يعاني جندي رابع اصابات خطرة. كما اوضح الجيش الأميركي أن أربعة جنود أميركيين قتلوا في انفجار قنبلة يدوية لدى عبور شاحنتهم الولاية ذاتها. وفيما ينتشر أكثر من 100 ألف جندي اجنبي في افغانستان، بينهم حوالى 62 الف جندي أميركي، ما يناهز ضعف عدد القوات الأميركية مطلع السنة في محاولة لحسم الصراع المستمر منذ ثماني سنوات مع «طالبان»، وجّه الأمين العام الجديد للحلف الأطلسي (الناتو) اندرس فوج راسموسن دعوة مباشرة لإرسال مزيد من القوات الى افغانستان، مؤكداً ان تدريب القوات الافغانية يحتاج ايضاً الى دفعة. وقال رئيس الوزراء الدنماركي السابق الذي تولى منصبه الجديد هذا الشهر ل «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) من كابول: «لمست تقدماً في جنوبافغانستان بفضل زيادة عدد القوات الذي نعتبره امراً مهماً». وأضاف: «سيزودنا قادة ميدانيون خلال اسابيع قليلة تقويماً محدثاً عن الوضع في افغانستان، وسنتخذ على أساسه قرارات ضرورية للتحرك»، في اشارة الى التقرير الذي سيصدره القائد الجديد للقوات الاميركية وقوات الحلف الاطلسي في البلاد الجنرال ستانلي ماكريستال، والذي سيتضمن مراجعة للصراع، مع استبعاد مطالبته بقوات اضافية. وتكرر واشنطن رغبتها في زيادة مساهمة دول الحلف الرئيسة في افغانستان، لكن دولاً بينها المانيا وفرنسا وإيطاليا تعارض ذلك. وأكد راسموسن تحسن تدريب القوات الافغانية، وقال: «ينتشر حوالى 180 الف جندي وقوات امن افغانية، لكن أداءهم متفاوت، وأحياناً لا يستطيعون العمل بمفردهم». وشدد على أن الحل العسكري وحده لن ينهي الأزمة في افغانستان، «اذ توجد حاجة حالياً لتأمين فرص معيشية أفضل للأفغان». على صعيد آخر، تعهد الرئيس الافغاني المنتهية ولايته حميد كارزاي امام حشد انتخابي ضم 15 الفاً من انصاره تجمعوا في استاد كابول توفير مستقبل افضل لأبناء البلاد. واعتبر الرئيس الافغاني، في ظهوره الاول امام جمهور كبير منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفته خلال عرض عسكري اجري في العاصمة الافغانية في نيسان (ابريل) 2008، ان بلاده قطعت اشواطاً طويلة منذ تسلمه الحكم بدعم من الغرب نهاية عام 2001، إثر اطاحة القوات الدولية بقيادة اميركية نظام «طالبان». وقال في حضور مرشحيه الاثنين لمنصب نائب الرئيس، واحدهما زعيم الحرب المثير للجدل محمد قاسم فهيم المتهم بارتكاب جرائم خلال الحرب الاهلية في التسعينات من القرن العشرين: «تصوتون من اجل الوحدة الوطنية، والسلام، والازدهار في افغانستان»، وسط تلويح البعض بأعلام حملت شعار «العدل والتضامن». وأضاف: «الدرب الشاقة التي بدأناها قبل سبعة اعوام كانت من اجل إعادة الإعمار والتعليم والتنمية، وقطعنا اشواطاً طويلة». ووعد بأن حياة الشعب «ستكون افضل من اليوم» في حال انتخابه، علماً انه عجز في ولايته الاولى عن الحد من الفساد وأعمال العنف التي يشنها متمردو «طالبان». ويتوقع مراقبون فوز كارزاي منذ الدورة الاولى، فيما يرى البعض انه سيحتاج الى مواجهة منافسيه وزيريه السابقين عبدالله عبدالله او اشرف غني. ويهدد خطر الامتناع عن التصويت بسبب تصاعد اعمال العنف بتقويض صدقية الاقتراع. وفي واشنطن، كشف استطلاع للرأي اجراه معهد «اوبينيون ريسيرتش» لحساب محطة «سي أن أن» الإخبارية معارضة غالبية الاميركيين الحرب في افغانستان، في وقت باشر الرئيس باراك اوباما ارسال تعزيزات الى البلاد. وحدد الاستطلاع نسبة معارضي التدخل الاميركي في افغانستان ب 54 في المئة، في مقابل تأييد 41 في المئة له، ما يشير الى تحول كبير في الرأي العام الاميركي، بعدما كشف استطلاع مماثل اجري في ايار (مايو) الماضي ان 48 في المئة من المستفتين يعارضون التدخل الاميركي، في مقابل تأييد 50 في المئة له. وأشار مدير الاستطلاعات في «سي أن أن» كيتينغ هولاند الى ان «حوالى ثلثي الجمهوريين يدعمون الحرب في افغانستان، في حين يعارضها ثلاثة ارباع الديموقراطيين».