ذكرت دراسة أميركية، أن مغنّي الراب ينجحون بالإرتجال بسبب ازدياد نشاط مناطقهم الدماغية المسؤولة عن التحفيز والتنظيم خلال الغناء، مقابل توقف نشاط المناطق المسؤولة عن إقلاق إبداعهم. وبيّنت الدراسة التي نشرت في دورية "ساينتيفيك ريبورتس" الأميركية، أن مغني الراب يمكنهم الارتجال لأن المناطق المسؤولة عن التحفيز والتنظيم تنشط في دماغهم، فيما تستريح المناطق المعنية بالمراقبة وضبط النفس، وهي المناطق التي قد تعيق عملية الإبداع. وقام الباحثون من المعهد القومي الأميركي للصمم واضطرابات التواصل الأخرى، التابع لمعاهد الصحة القومية، بالتعاون مع مغنيي الراب مايكل إيغال ودانيل رزق باير بإجراء هذه الدراسة. ونجح إيغال وباير في جلب 12 مغني راب تطوعوا بالمجيء للقيام بارتجال موسيقي، بالتزامن مع إخضاعهم إلى تصوير وظيفي بالرنين المغنطيسي، الذي يقيس معدلات الأكسيجين في الدماغ، ويعطي خريطة لتدفق الدم الذي يميّز المناطق النشيطة في الدماغ عن المناطق غير العاملة، في فترة من الفترات. وطلب الباحثون من مغني الراب ال12 الإرتجال، فلاحظوا أنه خلال هذه العملية، كانت القشرة الوسطية لمقدمة الفص الجبهي أكثر نشاطاً وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم ودمج المعلومات، فيما قل نشاط القشرة الظهرية الجانبية من الفص الجبهي المسؤولة عن ضبط ومراقبة النفس. كما استنتجوا أن القشرة الوسطية لمقدمة الفص الجبهي نشطت بالتزامن مع المناطق المسؤولة عن اللغة والوظائف في الدماغ، وهو أمر لا يمكن اعتباره بالمفاجاة، نظراً إلى أن مغني الراب عليهم التفكير بالكلمات، وإنتاج هذه الكلمات من خلال عضلات الفم والفك. ومن جهته، قال الباحث الأساسي في الدراسة، ألن برون، رئيس قسم اللغة بالمعهد القومي للصمم واضطراب التواصل الأخرى إلى دورية "لايف ساينس" الأميركية، إنه "في حال بدأ الرياضي ينتبه إلى ما يقوم به، ويفكر بالطريقة التي عليه أن يتحرك بها، فعندئذٍ سيتسمّر من الخوف ولن يتمكن من القيام بحركته". واعتبر أن مغني الراب الارتجالي قد يواجه المعضلة نفسها عند ابتكار النغمات، مضيفاً أن عليه أن يوقف بدوره عملية التفكير".