غداة إرجاء الاتحاد الأوروبي تطبيق عقوبات جديدة على روسيا التي يتهمها الغرب بالتدخل مباشرة في أزمة أوكرانيا، في انتظار تقويم تماسك اتفاق وقف النار الذي أعلن في مينسك الجمعة الماضي، أمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن تبدأ سريعاً المحادثات حول «الوضع الخاص» للمناطق الانفصالية شرق أوكرانيا، كما ينص اتفاق مينسك (للمزيد). وفيما تتبادل كييف والانفصاليون الاتهامات بانتهاك وقف النار، أبدى لافروف «قلق روسيا الشديد من حشد الجيش الأوكراني أسلحة ثقيلة قرب ديبالتسيفو في منطقة دونيتسك». في غضون ذلك، أفاد مكتب التحقيقات الأمنية الهولندية في تقريره الأولي عن تحطم الطائرة الماليزية بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا في 17 تموز (يوليو) الماضي، بأن الطائرة أسقطها «عدد كبير من الأجسام الفائقة السرعة، ما فككها إلى أجزاء في الجو». وكان على متنها 298 شخصاً بينهم 193 هولندياً قضوا جميعاً. ولم يورد التقرير تفاصيل حول طبيعة تلك «الأجسام» أو مصدرها. لكن ألكسندر زخارتشنكو، أحد قادة الانفصاليين الموالين لروسيا الذين تتهمهم كييف والغرب بإسقاط الطائرة بصاروخ أرض– جو روسي، أكد مجدداً أن المتمردين لا يملكون أسلحة قادرة على إسقاط طائرة «البوينغ» الماليزية. وكانت روسيا عزت الحادث إلى صاروخ أطلقته طائرة حربية أوكرانية. وأكد التقرير الذي يستند إلى معلومات استخرِجت من الصندوقين الأسودين للطائرة، إضافة إلى صور وأشرطة فيديو ومعطيات من السلطات الجوية، أن «لا مؤشرات لحصول خطأ تقني أو عمل نفذه طاقم مؤهل، يتمتع بخبرة واسعة». وأضاف: «سارت الرحلة كما هو مقرر قبل أن تتوقف فجأة بعد بضع ساعات»، وتفكك الطائرة في الجو «يفسر التوقف المفاجئ لتسجيل البيانات على الصندوقين الأسودين، وكذلك انقطاع الاتصال مع برج المراقبة واختفاء الطائرة من على شاشات الرادار». وأكد مكتب التحقيقات الأمنية الهولندية أن «تحقيقاً مكملاً» ضروري قبل إصدار التقرير النهائي المرتقب صيف 2015. وفي كوالالمبور، أعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق وخبراء، أن التقرير يشير إلى أن الطائرة أسقِطت من الأرض «لكن الأمر يتطلب تحقيقات إضافية قبل أن نقطع الشك باليقين».