ارتفعت عملة الروبل الروسية غداة تأجيل الاتحاد الأوروبي تنفيذ عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو لإتاحة مزيد من الوقت أمام تقويم مدى تماسك وقف النار وخطة السلام في اوكرانيا، وسجلت 37.03 في مقابل الدولار بارتفاع 0.1 في المئة، و47.74 في مقابل اليورو 37.03 (ارتفاع 0.2 في المئة). وكان من المقرر أن تدخل العقوبات حيز التنفيذ أمس. لكن الاتحاد الأوروبي ارجأ الأمر اياماً، بعدما رأت حكومات دول اعضاء معارضة لفرض مزيد من العقوبات على موسكو، وبينها المجر وسلوفاكيا والنمسا وفنلندا والسويد وقبرص، ان وقف النار الذي أعلن شرق اوكرانيا الجمعة الماضي ولا يزال سارياً الى حد كبير، يشكل فرصة لمنع مجموعة جديدة من العقوبات وتفادي رد روسي. وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي بعد اجتماع استثنائي عقده سفراء الاتحاد لمناقشة المصادقة على العقوبات: «نحن مستعدون لمراجعة العقوبات المتفق عليها استناداً الى الوضع على الأرض»، فيما أعلن ديبلوماسي في الاتحاد ان موعد تنفيذ العقوبات الجديدة ليس واضحاً، «إذ سيتطلب ذلك دعماً سياسياً عبر رفع السفراء الأمر الى مستوى أعلى في حكوماتهم». وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بحث في مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته مدينة ماريوبول شرق اوكرانيا اول من امس، سبل «تسهيل حل سلمي للوضع». وأفاد الكرملين بأن الرئيسين اتفقا على «مواصلة جهود تنسيق التحرك لدعم وقف النار»، علماً ان «مجموعة الاتصال» التي تضم اوكرانياوروسيا والانفصاليين ولجنة الأمن والتعاون الأوروبية ستجتمع في مينسك خلال اسبوع لتقويم الوضع، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل اربعة جنود وجرح 29 آخرين منذ بدء وقف النار في الشرق الجمعة الماضي. على صعيد آخر، نفت روسيا تحليق طائرة حربية تابعة لها على ارتفاع منخفض واقترابها من سفينة حربية كندية في البحر الأسود، وقال الجنرال ايغور كوناشينكوف: «نفذت طائرتان روسيتان طلعة روتينية في المنطقة من دون الاقتراب من السفينة الحربية الأجنبية». جاء ذلك رداً على قول وزير الدفاع الكندي روب نيكولسون إن «مقاتلة تابعة لسلاح الجو الروسي نفذت طلعات دائرية حول الفرقاطة ان سي ام اس تورونتو، لكن من دون ان تهددها، ما يشمل استفزازاً بلا جدوى قد يزيد التوتر في المنطقة». وكانت الفرقاطة الكندية ابحرت من شواطئ الأطلسي نهاية تموز (يوليو) وعلى متنها 250 بحاراً ومروحيات من طراز «سي كينغ» للانضمام الى قوات الحلف الأطلسي (ناتو). وذكر وزير الدفاع الكندي بأن «مشاركة الفرقاطة في اجراءات الأمن التي اتخذها الحلف الأطلسي في البحر الأسود تظهر عزمنا على المساهمة في السلام والأمن في شرق اوروبا ووسطها». وأضاف ان «التدريبات تجري بسبب الأعمال العسكرية التي تنفذها روسيا في اوكرانيا، والتي يجب ان تتوقف». في فرنسا، أعلن مصدر عسكري إرجاء تجارب بحرية مقررة اليوم لحاملة المروحيات (ميسترال) التي تصنعها فرنسا لحساب روسيا «لأسباب فنية». والأسبوع الماضي، أعلنت باريس تحت ضغط الحلفاء انها لن تتخذ قرار تسليم السفينة لروسيا والمحدد موعده في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل حتى يتضح مدى صمود اتفاق وقف النار شرق اوكرانيا. لكن المصدر اصرّ على ان «السبب فني ولا يتعلق بالوضع في اوكرانيا». ويتدرب 400 بحار روسي منذ حزيران (يونيو) على تشغيل الحاملة في ميناء سانت نازير الفرنسي على المحيط الأطلسي، علماً ان فرنسا كانت وافقت عام 2011 على بيع حاملتين لروسيا في إطار صفقة قيمتها 1.2 بليون يورو (1.55 بليون دولار).