أكد الرئيس العراقي جلال طالباني أن قوات «قيادة عمليات دجلة» التي شكلتها الحكومة وتكليفها المحافظة على الأمن في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك «تثير الفتن والقلاقل»، وسيكون لها تداعيات «خطيرة جداً» في المناطق المتنازع عليها. إلى ذلك، تعمد وزارة «البيشمركة» الكردية إلى تشكيل قوات «عمليات حمرين» لمواجهة قوات دجلة، وأعلنت أنها تدرس اقتراحاً لتشكيل تنظيم ألوية «البيشمركة» في إقليم كردستان. وكان رئيس الإقليم مسعود بارزاني أعلن الجمعة الماضي البدء بمشاورات مع طالباني لاتخاذ موقف «جدي» من قوات «عمليات دجلة». في هذه الأثناء نشرت وسائل إعلام كردية معلومات أن طالباني عاد من بغداد إلى مكان إقامته في السليمانية وهو «مستاء من موقف رئيس الوزراء نوري المالكي لأنه لم ينفذ العهود التي قطعها له شخصياً بحل «عمليات دجلة». وقال طالباني خلال اجتماع مع مديري المؤسسات الإعلامية التابعة لحزبه «الاتحاد الوطني» إن «العراق يمر بوضع حساس وينبغي على جميع الأطراف اتباع الحوار البناء والصريح»، وأضاف أن «إثارة مسألة عمليات دجلة الآن لا يخدم الأمن والاستقرار في المناطق المتنازع عليها، بل سيثير الفتن والقلاقل وسيولد تداعيات خطيرة جداً»، مبدياً دعمه «للتوضيح الأخير الصادر من رئيس الإقليم». من جهة أخرى، نفى الأمين العام لوزارة «البيشمركة» الفريق جبار ياور في بيان «صدور قرار من الوزارة لتشكيل قيادة عمليات باسم حمرين لمواجهة قيادة عمليات دجلة»، وأضاف إن «هناك اقتراحاً بتشكيل قيادة العمليات الأولى والثانية، في إطار توحيد وتنظيم قوات البيشمركة المنتشرة من خانقين إلى زاخو والتي بدأت منذ عام 2010». وقال ياور «سيتم تشكيل قيادة أخرى مستقبلاً في ظل استمرار عملية توحيد وتنظيم وحدات قوات البيشمركة»، وأكد أن «قيادات العمليات لقوات البيشمركة تتشكل وفقاً للحاجة وهي تحمل أرقاماً وليس أسماء، ولا تشكل لتولي مهمات في مناطق محددة». وجاء بيان «البيشمركة» رداً على نبأ نشرته صحيفة «ئاوينه» الكردية المستقلة، ومفاده «تشكيل قوة تحمل اسم قيادة عمليات حمرين لمواجهة قيادة عمليات دجلة». إلى ذلك، حملت الأحزاب العربية الأجهزة الأمنية مسؤولية الخروق الأمنية الأخيرة في كركوك ودعت في بيان إلى «تولي قيادة عمليات دجلة الملف الأمني قبل حلول كارثة أمنية في المحافظة وعدم الاعتراض على نشرها في المناطق المتنازع عليها». وكانت كركوك تعرضت امس إلى سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة خلفت عشرات القتلى والجرحى، بعد يوم على زيارة ممثل الأممالمتحدة لدى العراق مارتن كوبلر إلى المحافظة للبحث في إمكان إجراء الانتخابات المحلية.