استأنف الطيران السوري غاراته على معاقل للمقاتلين المعارضين في مناطق مختلفة من البلاد، في وقت تشهد دمشق مواجهات مسلحة بين القوات النظامية ومعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان امس إن 12 شخصاً بينهم سبعة مقاتلين معظمهم من «جبهة النصرة» الإسلامية المتطرفة قتلوا في قصف من طائرة حربية طاول منزلاً يعود لعنصر في الأمن السياسي كان استولى عليه المقاتلون المعارضون لدى دخولهم مدينة رأس العين على الحدود السورية التركية (شمال شرق). وقتل في القصف أيضاً خمسة مدنيين بينهم طفل وسيدة. وشاهد مصور فرانس برس في المكان طائرة حربية تلقي قنبلة على المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ الجمعة الماضي وعلى المعبر الحدودي مع تركيا فيها. وكانت وكالة أنباء الأناضول التركية أوردت النبأ، مشيرة إلى مقتل أربعة سوريين على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح بينهم عشرون في حال الخطر. وذكرت الوكالة أن القصف استهدف مصنعاً لإنتاج الأغذية يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية جيلانبينار الواقعة على الحدود مع رأس العين قوله إن هناك جرحى أيضاً في الجانب التركي «بسبب تناثر الزجاج جراء عصف الانفجار». وفي وقت لاحق، ذكر المرصد السوري أن «طائرة حوامة تطلق النار من رشاشاتها على مدينة رأس العين، وأن مقاتلين على الأرض يردون عليها»، مشيراً في الوقت نفسه إلى تعرض المدينة لقصف مدفعي. وذكر قبل قليل أن طائرة حربية تغير مجدداً على المدينة. وأورد مصور فرانس برس أن المقاتلة ألقت قنبلة على بعد اقل من 150 متراً من الحدود التركية ما أثار الذعر في صفوف سكان المدينة الذين هرع بعضهم في اتجاه الحدود التركية طلباً للحماية. ونقل العديد من الجرحى إلى الأراضي التركية وتحديداً إلى مدينة جيلانبينار المجاورة في محافظة سانليورفا (جنوب شرق) حيث تحطمت نوافذ منازل عدة جراء عصف انفجار القنبلة. ونقلت وكالة الأناضول عن رئيس بلدية جيلانبينار قوله «هناك جرحى في الجانب السوري بل أيضاً في جيلانبينار بسبب تناثر الزجاج جراء وقع الانفجار... وتنقل سيارات الإسعاف باستمرار جرحى. هناك شظايا قنابل في كل مكان». وحضت السلطات التركية المحلية السكان على الابتعاد من المنطقة الحدودية وأغلقت المدارس كتدبير وقائي فيما نشر الجيش التركي تعزيزات في المنطقة. وقال شاهد من رويترز في جيلانبينار إن الطائرة حلقت فوق الحدود مباشرة بل إنها في مرحلة ما بدت وكأنها دخلت المجال الجوي التركي. وما أزعج أنقرة وصول نحو 9000 سوري إلى الأراضي التركية خلال 24 ساعة في يوم ما من الأسبوع الماضي ما رفع عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى تركيا إلى 120 ألفاً مع مقدم الشتاء. واستخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لإبعاد الناس عن الجانب التركي من الحدود. واحتشد سكان من جيلانبينار خارج مقهى لمشاهدة القصف. وقال مواطن تركي «أعتقد أن الحكومة التركية قالت إنها لن تسمح لطائرات الهليكوبتر هذه بالاقتراب بهذا الشكل من الحدود. انظر إنها تدخل داخل حدودنا». وفي شمال غربي البلاد، نفذت طائرات حربية خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) وتسعى القوات النظامية إلى استعادتها، بحسب المرصد. وشملت الغارات مناطق أخرى في ريف إدلب. وأفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة» في محيط معرة النعمان في بلدة حارم التي يسيطر المعارضون على بعض الأحياء فيها والقوات النظامية على أخرى. وكان المرصد أفاد في نهاية الأسبوع الماضي عن تقدم للقوات النظامية على الطريق السريعة المؤدية إلى مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، مشيراً إلى أن هذه القوات استعادت عدداً من القرى الواقعة إلى شرق الطريق كان استولى عليها المقاتلون قبل أسابيع. وفي محافظة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد عن تعرض منطقة الجمعيات في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق لقصف بالطائرات الحربية التابعة القوات النظامية. كما أفاد ناشطون بأن مقاتلين في الجيش السوري الحر اسقطوا امس مروحية تابعة للقوات السورية فوق مطار الحمدان في مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق. وفي محافظة الرقة (شمال)، نفذت طائرات حربية غارات جوية على بلدة دبسي عفنان بهدف «فك الحصار عن مبنى البلدية المحاصر منذ ثلاثة أيام»، بحسب ما ذكر المرصد. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إن اشتباكات تدور في المدينة «بين الجيشين الحر والنظامي بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية للقوات النظامية إلى البلدة». وتعرضت مناطق في ريف دمشق لغارات من طائرات حربية وقصف مدفعي، بحسب المرصد السوري. وقتل سبعة أشخاص في سقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح امس في حي التضامن المجاور للمخيم بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة. وذكر المرصد أن القوات النظامية اقتحمت بعض المناطق في الحي الذي استقدمت تعزيزات إليه تتضمن جنوداً ودبابات. وذكر مصدر امني قبل اكثر من أسبوع أن القوات النظامية تمكنت من إحباط هجمات مكثفة على الأحياء الجنوبية من العاصمة، إلا أن مسلحين تمكنوا من التسلل إلى حي التضامن. وتشهد الأحياء الجنوبية منذ اشهر معارك بين القوات النظامية ومجموعات تحاول تنفيذ هجمات على مواقع أمنية وعسكرية وكسب بعض المواقع في العاصمة. في محافظة حمص (وسط)، أفاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من قوات الأمن والجيش النظامي «اثر مكمن نصبه لهم مقاتلون من كتائب مقاتلة قرب بلدة حسياء جنوب مدينة حمص». وبلغ عدد القتلى امس في سورية 36. وسقط 120 قتيلاً أول من امس في أعمال عنف في سورية، بحسب المرصد السوري.