شهدت الأحياء الجنوبية في دمشق أمس اشتباكات بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية التي تقوم بقصف عدد من المناطق في هذه الأحياء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الوقت نفسه، أفاد المرصد عن تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات النظامية إلى محيط مدينة رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق) قرب الحدود مع تركيا التي استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي. في موازاة ذلك، أفاد المرصد السوري أن محافظ الرقة حسن صالح جلالي أصيب بجروح أمس في انفجار في مدينة الرقة، مركز المحافظة، قتل فيه ضابط وامرأة. وقال المرصد في بيان إن «انفجاراً وقع... في مدينة الرقة ونجم إما عن عبوة ناسفة وإما عن سيارة مفخخة. وقد استهدف الانفجار موكب محافظ الرقة الذي أصيب بجروح خطرة مع مرافقيه، فيما لقي ضابط وسيدة مصرعهما في التفجير». وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها عن «انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية قرب كنيسة سيدة البشارة بالرقة أسفر عن إصابة امرأة بجروح وأضرار»، من دون أن تأتي على ذكر المحافظ. وأفاد المرصد في بيانات متتالية عن قصف طاول حي التضامن قرب العاصمة حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية «التي تحاول السيطرة على الحي» ومقاتلين معارضين، قتل فيها أمس أربعة مقاتلين. وأشار المرصد إلى سقوط قذيفة على منزل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القريب من التضامن. كما تعرض حي العسالي والأحياء الجنوبية لقصف من القوات النظامية في الساعات الأولى من صباح أمس. وذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات أن «أعداداً كبيرة من عناصر الجيش مدعومة بآليات ثقيلة دخلت حي التضامن صباح أمس من محورين»، وأن «اشتباكات عنيفة دارت منذ الصباح وحتى ساعات المساء بين عناصر الجيش والمسلحين في شارع فلسطين استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة». وأكدت أن «المجموعات المسلحة تكبدت خسائر فادحة بالأرواح والمعدات ما دفعها للانسحاب من الشارع وتقدم عناصر الجيش حتى دوار فلسطين المقابل لمدخل بلدة يلدا في ريف دمشق». وفي ريف دمشق أيضاً تتعرض مناطق عدة للقصف ما تسبب بحسب المرصد بمقتل سبعة مدنيين، ستة منهم في مدينة داريا حيث هاجم مقاتلون معارضون حواجز للقوات النظامية. كما قتل معارضان في اشتباكات في ريف العاصمة أمس فيما «قتل عشرة عناصر من القوات النظامية اثر اشتباكات مع مقاتلين اقتحموا محطة بث تلفزيوني وكلية الزراعة في قرية خاربو»، بحسب المرصد. وذكرت صحيفة «البعث» السورية أمس أن القوات النظامية «أحكمت سيطرتها على كافة أحياء حرستا في ريف دمشق في انتظار إعلانها منطقة آمنة». وقالت إن «حرستا بكامل أحيائها والمزارع المحيطة بها باتت تحت سيطرة الجيش الذي يواصل ملاحقة ما تبقى من فلول الإرهابيين الذين يتوارون في بعض الأقبية ويفرون تاركين أسلحتهم وذخيرتهم». وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة راس العين الحدودية مع تركيا التي استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي، بحسب المرصد الذي أوضح أن القصف طاول مبنى أمن الدولة الذي يحتله المقاتلون المعارضون وتجمعاً لهؤلاء على طريق راس العين-الحسكة. وقتل في القصف مقاتلان معارضان، في حين يستهدف قصف مدفعي تجمعاً آخر لمقاتلين يحاصرون حاجزاً للقوات النظامية في اصفرونجار في محيط راس العين. وأفاد المرصد عن مشاهدة «تعزيزات عسكرية تتجه على طريق تل تمر-راس العين». وقال شاهد من رويترز ولاجئون إن طائرة حربية سورية قصفت منازل في بلدة رأس العين على مسافة قريبة من الحدود التركية لتواصل حملة قصف جوي لإجبار مقاتلي المعارضة على الخروج من البلدة. وذكر مسؤول صحي تركي بمستشفى في جيلانبينار أن مقاتلي المعارضة يحاولون انتشال الجرحى من تحت أنقاض منزل. ويقول لاجئون إن المقاتلين يحتمون داخل منازل الكثير منها هجرها سكانها الذين فروا إلى تركيا. وقال محمد كاهان (49 سنة) وهو كردي فر من رأس العين ومعه تسعة من أفراد أسرته عن قصف أمس: «بمجرد أن سمعنا صوت الطائرات علمنا أنهم سيضربون المنطقة. أصاب القصف منزلاً آخر على بعد مئة متر فقط». وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تتعرض مدينة معرة النعمان لقصف مدفعي من القوات النظامية السورية «التي تشتبك مع مقاتلين من عدة كتائب عند مدخل المدينة الجنوبي»، بحسب ما ذكر المرصد. وفي محافظة دير الزور (شرق)، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين «هاجموا مراكز للقوات النظامية في مدينة البوكمال» الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد. وقتل 28 شخصاً في أعمال عنف في مناطق سورية مختلفة أمس، بحسب حصيلة أولية للمرصد.