كرّمت الدورة الرابعة من مهرجان «تَرَاكَالْتْ» الموسيقي في منطقة أمحاميد الغزلان (جنوب شرقي المغرب)، التراث الانساني في مدينة تُومبُوكتُو في مالي حيث دمّر متشددودن إسلاميون أضرحة لأولياء المسلمين مصنّفة تراثية على لائحة منظمة ال «يونيسكو» في العام 1988. واستضافت المنطقة التي تبعد عن تُومبُوكتُو 52 يوماً مشياً على الأقدام، عشرات الفنانِين والناشطين المدنيّين الماليّين الذين حلّوا في الجنوب الشرقي للمغرب من أجل التغنّي بالمحبّة والسلام اللذين هجرا ملتقى التجار والعلماء والرحّل والباحثين عن أجواء المغامرة. وقد شارك في هذه الدورة، مجموعة «تَارتِيت» من تومبُوكتُو، و «نورَة مينت سيمَالي» من موريتَانيا، والمغنية «أوم» الملقّبة ب «عرّابة المقام الصحراوي» التي حرصت على إهداء المهرجان أغنية باسمه. يذكر أن «تراكالت» هو الاسم التاريخي الذي حملته أمحاميد الغزلان على مدى قرون كانت فيها المنطقة نقطة لقاء بين جنوب الصحراء الافريقية وشمالها. وهذا الدور الذي لعبته الواحة الصغيرة ببيوتها الرملية الواقفة على تخوم الصحراء، جعل سكانها المتعدّدي الأعراق والثقافات، ينعمون برخاء اقتصادي حينها. ولا يزال هذا الغنى جراء تلاقح الحضارات على أرضها، واضحاً على ملامح الوجوه ولهجات السكان وفي ثقافتهم. وسجّل المهرجان الموسيقي هذه السنة حدثاً بارزاً في سجل المهرجانات المغربية بعدما وقّع مدير «مهرجان تومبوكتو» أنصار ماني ومدير مهرجان «تَرَاكَالْتْ» حليم السباعي، اتفاق شراكة أمام الجمهور وعلى منصّة الحفلات، يقضي بتنظيم الطرفين تظاهرة ضخمة بعنوان «قافلة مهرجانات الصحراء» تنطلق العام المقبل من أمحاميد الغزلان الى تومبوكتُو، في محاولة لإعلاء صوت الموسيقى على أزيز الرصاص. ويؤكد السباعي أن هاجسه الأول والأخير من هذه التظاهرة التي تدعم مبادرات الشباب، «استمرار هذا المهرجان والحفاظ على الموروث الثقافي لمنطقة أمحاميد».